التضخّم وتراجع القوّة الشرائية قفزا بأسعار الأضاحي 152 ضعفاً خلال 10 سنوات!
على غير العادة، فقد عيد الأضحى – الذي ودعناه أمس الأول – أبرز مقاصده “الأضحية”، إذ، ولأول مرة، يبدو أن ليس للعيد من اسمه نصيب، بعد أن ضيّق الغلاء وتضخم الأسعار السبل أمام السوريين، ولم يبقيا لهم كثيرا من الخيارات، وهكذا باتت هذه الأضحية هدفا صعب المنال، وبات الأضحى بلا أضاح!!
وبدت معادلة الغلاء في سوق الأضاحي، كما في مسائل الرياضيات، مسألة “مستحيلة الحل”، وذلك جراء ارتفاع تكلفة شراء خروف العيد، حيث بلغ سعر الكغ من اللحم الحي “القائم” 6500 ليرة سورية، ما يعني أن خروفا زنة 60 كغ، يكلف 390 ألفا، وذلك مقابل 270 ألفا للخروف نفسه خلال الأضحى الفائت، أي بـفارق 120 ألف ليرة، ما أدخل الأسواق في حال من ضعف الطلب، قدره باعة ومربون بنحو 10 بالمئة.
الحي 152 ضعفاً
يصاب المرء بصدمة عند مقارنة سعر الكغ الواحد من الخروف الحي، في الـ 2010 كآخر عام طبيعي قبل الأزمة، مع سعره لموسم الأضاحي الفائت، إذ ثمة اختلال مذهل جداً. ويستعرض المربي محمود العلي تطور الأسعار، خلال سني الأزمة، مبينا أن سعر الكغ من الخروف الحي “أرض المزرعة”، كان بـ 150 ليرة سورية، واستمر السعر نفسه للعام التالي، ليقفز خلال عامي 2012-2013 إلى 350 ليرة، ثم خلال 2014 – 2015 إلى 600 ليرة، ثم لأعوام 2016 – 2020 إلى 2800، 3200، 3800، 4500، 6500 ليرة على التوالي. ليكون الكغ قد تضاعف، خلال عشر سنوات، 152،3 ضعفا، بارتفاع غير مسبوق لعقود طويلة أمضاها هذا المربي ووالده في هذه المهنة!
والمذبوح إلى 138 ضعفاً..
بالتوازي مع زيادة سعر الكغ من الخروف الحي، واصل نظيره المذبوح الارتفاع ذاته، وفقا للعلي، الذي أكد أن السعر كان، خلال عامي 2010 – 2011، بحدود 250 ليرة، وخلال 2012 – 2013 بـ 500 ليرة، مواصلا” ارتفاعه لـ 2014 – 2015 إلى 900 ليرة، ثم لأعوام 2016 – 2020 إلى 4000، 5000، 5500، 6000، 11000 ليرة على التوالي. وبهذا يكون السعر قد تضاعف، خلال عشر سنوات، 138.2 ضعفا!
مدفوع بتكاليف الإنتاج
هناك علاقة شبه ثابتة بين سعر مبيع الخروف، وتكاليف تربيته، حيث تشكل الثانية من الأولى بحدود 40 بالمئة، وبالتالي فإن أسعار الأعلاف التي تضاعفت 15 – 20 ضعفا، أسهمت بالوصول إلى الوضع المزري الذي شهدته سوق الأضاحي هذا الموسم، والتي هبطت إلى أدنى مستويات الطلب، ما حدا بالبعض للتعليق متندراً: لقد ودعت الأضاحي موائد الفقراء، لتحل ضيفاً حصرياً على الأغنياء، فلن يستطيع محدودو الدخل، ومهما اجتهدوا، توفير 500 ألف ليرة ثمناً لأضحية باتت صعبة المنال، بالرغم من قناعتهم بأهميتها روحياً واجتماعياً!!
أحمد العمار ournamar@yahoo.com