أسامة الشيحاوي.. أعمال جديدة خلاقة!
يستقبل الفنان أسامة الشيحاوي في معرضه الدائم الذي يقع في ساحة التنور بالحي الشرقي لمدينة السلمية أعمالا جديدة طوّر فيها أدائه الفني بحس عال وبأفكار وُلدت عنده من رحم المعاناة ليولد معها الفن والفرح بآن معاً، فمن مجسم ماسح الأحذية “البويجي” مع طفله الذي يقرأ بالكتاب وصولاً إلى مهن متنوعة كالغزَّالة والخياطة وغيرها إضافة إلى تجسيمه للغزال كحيوان بطريقة مبتكرة. وكما هو معروف فإن كل هذه الأعمال الفنية الساحرة التي تتمتع بالجمال والحرفنة هي مشكلة من توالف البيئة كالبلاستيك وقساطل المياه والألبسة القديمة المستعملة.
واعتبر الشيحاوي أن معظم أعماله تركز على الناس البسطاء وهو سبب اختياره للمهن التراثية، كما بين أنه يتعمّد تجسيد تضحية الآباء تجاه أبناءهم من أجل تحفيزهم على امتلاك ناصية العلم ليصبحوا قادرين على بناء مستقبل أفضل لهم وللأجيال التي ستأتي بعدهم، وأوضح أنه بصدد التحضير لمجموعة من مجسمات الحيوانات كالزرافة والغزال والفيل والبجع والقرد لكي يجعل منها حديقة مصغرة يصيغ فيها الحياة من توالف الطبيعة.
ولم ينس الشيحاوي أن يحرك الحس الفني عند مجلس مدينة السلمية من أجل تخصيص مساحة صغيرة من الحديقة العامة أو زاوية في مقهى الجندول العائدة ملكيته له لتكون معرضاً دائماً يستقطب الزوار من كل مكان في سورية لرؤية هذه الأعمال.
قد تبدو طموحات هذا الفنان، الكبير بأعماله وحسه الفني الذواق، بسيطة في ظل الإهمال المقصود الذي لا يلبي أمزجة المعنيين ولا يضيف لذائقتهم الفنية المعدومة أي تميز، فهل سنرى مجلس المدينة أول الذين يتخلون عن هذه المزاجية ويقدموا لهذا الفنان المساحة اللازمة من الحديقة العامة أو المقهى المذكور دون أن تكلفهم أية أموال لكي يعرض فنه الذي يشرح هموم الناس ومشاكلهم وطموحاتهم التي لا تتعدى البساطة في مغزاها، أم سيبقى الحال على ما هو عليه في مدينة يكون فيها الفن والثقافة هم يومي؟!
نزار جمول