نهاية متواضعة لمؤتمر “دعم بيروت”.. ودفع نحو التدويل من خلال فوضى مدبرة!
في الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتجه إلى باريس ومؤتمر المانحين، الذي تعهد فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحشد دعم دولي لمساعدة لبنان في محنته بعد تفجير مرفأ بيروت، تستمر محاولات من أطراف داخلية لإشاعة الفوضى في لبنان، تارة من بوابة التظاهرات واقتحام الوزارات وتدمير محتوياتها، وتارة من بوابة المطالبة بتدويل التحقيق وطلب مساعدة الجهات الدولية في ذلك، والأخطر هو مسلسل الإشاعات والفبركات حول استقالة الحكومة والنواب والوزراء حيث تلعب أبواق إعلامية معروفة بانتماءاتها في تأجيج هذا الأمر.
ورفضاً لأي محاولة لجر التحقيق المحلي إلى التدويل أعاد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية اللبنانية تأكيد الرئيس ميشال عون أن المطالبة بالتحقيق الدولي في الانفجار ترمي إلى تضييع الوقت، وأضاف المكتب أنّ فكرة التحقيق الدولي لم يتم طرحها في بعبدا وإن أبواب المحاكم مفتوحة أمام الكبار والصغار ولا غطاء لأحد.
في الأثناء أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن جلسات مفتوحة للمجلس النيابي لمناقشة كارثة الانفجار الكبير بمرفأ بيروت، وحدّد موعد هذه الجلسات ابتداءً من الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس في الـ13 من آب 2020 في قصر الأونيسكو.
وكانت أعمال المؤتمر الدولي للمانحين الخاص بلبنان قد بدأ بكلمة للرئيس ماكرون قال فيها: “إنّ دورنا أن نكون بجانب الشعب اللبناني، يتعين علينا العمل سريعاً، ويجب أن تذهب المساعدات مباشرة إلى الناس على الأرض برعاية الأمم المتحدة فمستقبل لبنان على المحك”!، فيما قال الرئيس اللبناني خلال المؤتمر: “إنّ هذه ليست المرّة الأولى التي تدمّر فيها بيروت، ولكنها في كل مرّة تنهض من تحت أنقاضها، واليوم كلنا إيمان، بأن بيروتنا، ستنهض كما كل مرّة”.
وأشار عون إلى أنه “على الرغم من كل العوائق، بدأت التدابير الملموسة لمحاربة الفساد والإصلاح، وفي طليعتها التحقيق المالي الجنائي الذي لن يقتصر على مؤسّسة واحدة بل سيشمل كل المؤسّسات”. وتابع: “وحدها العدالة يمكن أن تقدّم بعض العزاء لأهل المفجوعين ولكل لبناني، لا أحد فوق سقف القانون، وكل من يثبت التحقيق تورطه سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية”.
وأكد البيان الختامي لمؤتمر دعم لبنان استعداد “الشركاء لدعم النهوض الاقتصادي والمالي للبنان ما يستدعي التزام السلطات اللبنانية بالقيام سريعا بالإجراءات والاصلاحات، وأضاف: إن المشاركين اتفقوا على حشد موارد مهمة خلال الأيام والأسابيع التالية، لافتا إلى أن المجتمع الدولي لن يخذل الشعب اللبناني.
وجاء في البيان الختامي لمؤتمر الدعم الدولي لبيروت وللشعب اللبناني أن المشاركين توافقوا على أن تكون مساعداتهم “سريعة وكافية ومتناسبة مع احتياجات الشعب اللبناني… وأن تُسلَّم مباشرة للشعب اللبناني، بأعلى درجات الفعالية والشفافية”.
مكتب الرئيس الفرنسي أفاد بأن باريس حصلت على تعهدات بقيمة 252.7 مليون يورو لتقديم مساعدة للبنان على المدى القريب.
ويحتاج إعادة بناء بيروت مليارات الدولارات، فيما يتوقع اقتصاديون أن يمحو الانفجار ما يصل إلى 25% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ميدانياً، وتالياً لأحداث انفجار المرفأ، أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان أن 105 من عناصر الجيش أصيبوا بجروح مختلفة جراء تعرض العسكريين للرشق بالحجارة والمفرقعات والمولوتوف خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينة بيروت الليلة الماضية، ومن بين المصابين 8 ضباط إصابة اثنين منهم بليغة.
وأوضحت أنه تم توقيف أربعة أشخاص ممن كانوا يقومون بأعمال شغب وتكسير وتعدٍ على الممتلكات العامة والخاصة والدخول إلى كل من وزارات الخارجية والطاقة والمياه والبيئة ومبنى جمعية المصارف وسط بيروت والعبث بمحتوياتها.
وأشار البيان إلى أن بعض المشاغبين أضرموا النار في مبنى يقع في محيط البرلمان وفندق قريب منه وشاحنة وآلية، لافتاً إلى أنه بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
بدورها، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني عن استشهاد رقيب من عناصرها وإصابة ما يفوق 70 عنصراً”، إضافةً إلى توقيف 20 شخصاً ضبط بحوزة أحدهم مخدرات وتبين نتيجة إجراء الفحوصات أن 13 منهم من المتعاطين، وتم تحويلهم إلى القضاء المختص.