توجه الشركات نحو جودة التصميم الإعلاني وسط عشوائية وفوضى سعرية
دمشق- ريم ربيع
تلقى مهنة التصميم الغرافيكي – تصميم الإعلانات بشكل خاص – انتشاراً كبيراً ومتسارعاً، وخاصة خلال السنوات القليلة الأخيرة، بالتوازي مع التطور التكنولوجي والأساليب الترويجية الحديثة ومتطلبات المجتمع، حيث أصبح بالإمكان استخدام الأجهزة الذكية في الرسم والتصوير للترويج للمنتجات المختلفة، ولاسيما بعد أن بات التصميم والصورة عامل جذب أساسياً تلجأ إليه الشركات بمختلف أنواعها للترويج والإقناع، ومع انتشار مهنة التصميم وعدم وجود ضوابط موحدة لها نشهد اختلافاً كبيراً في التسعير من شركة لأخرى أو من مصمّم لآخر، وقد نشهد فروقاً في بعض الأحيان تصل إلى مئات الآلاف.
يعتبر البعض أن اختلاف الأسعار يعود لتفاوت الخبرة بين مصمّم وآخر، إذ تبلغ تكلفة الهوية البصرية لشركة أو منتج ما 30 ألف ليرة للمصمّم ذي الخبرة المتواضعة، بينما تصل إلى 100 ألف ليرة إن كان المصمّم محترفاً، إلا أن بعض المصمّمين تجاوزوا ذلك بكثير للوصول إلى 200 ألف ليرة، فيما تتجاوز الهوية البصرية لموقع إلكتروني الـ 300 ألف ليرة وسطياً، أما تصاميم “السوشل ميديا” فتتراوح ما بين 3000- 10000 ليرة للبوستر الواحد، فيما تتراوح أسعار تصميم الكروت الشخصية من 7000- 20000 ألف ليرة.
ندى ملحم وهي خريجة قسم التصميم الغرافيكي في كلية الفنون الجميلة ترى أن مجال عملها هو الأنسب في الظروف الحالية وسط الانتشار الواسع لفيروس كورونا وضرورة الالتزام بالمنزل، حيث أطلقت شركتها الإعلانية الخاصة بشكل متواضع مبدئياً بحيث تنسق مع عدد من المصمّمين من جهة وشركات سورية وعربية من جهة أخرى. وتوضح ملحم أن العمل بالتصميم لا يحتاج مقراً واحداً أو التزاماً بدوام محدّد، وبذلك فإن تواصلها مع جميع الجهات يعتمد على الوسائل الإلكترونية وحسب، إذ تطلب منها شركة ما تصميماً إعلانياً ترويجياً وبدورها تكلف أحد المصمّمين بإنجازه. وحول المردود المادي توضح ملحم أن لكل تصميم تسعيرة مختلفة وغالباً ما يكون التصميم لشركة عربية أعلى ثمناً من الشركة المحلية، ولكن بكل الأحوال فإن مردود العمل بالتصميم يعدّ عالياً مقارنةً بالتجهيزات التي يحتاجها، فهناك من يفضّل أن يتقاضى مقابل كل تصميم على حده، أو من يختار راتباً ثابتاً بما لا يقلّ عن 80 ألف ليرة شهرياً.
وترى ملحم أن إيجاد نقابة أو اتحاد للمصمّمين قد يكون له أثر بسيط في توحيد الأسعار وضبط العمل بدلاً من عشوائيته، إلا أنها لا يمكن أن تحقّق الفائدة المرجوة منها في الظروف الحالية، كما تلفت ملحم إلى أن العمل بالتصميم تأثر كما غيره بالتقييد الحاصل إثر انتشار الوباء، إلا أنه كان أقل خسارة فهو بطبيعة الحال يتمّ عن بعد، وبات تجربة يُحتذى بها في محاولات تعميم آلية العمل عن بعد. وحول صعوبات العمل تشير إلى ارتفاع ثمن أجهزة الكمبيوتر القابلة لتشغيل برامج التصميم ذات الدقة العالية، إذ يتراوح سعر “اللابتوب” الجيد بين 800 ألف إلى أكثر من مليون ونصف المليون ليرة، كما يحاول البعض استغلال الإقبال على تعلّم برامج التصميم مثل الفوتوشوب وغيرها، فيعلنون عن دورات تدريبية تتراوح كلفتها بين 50-100 ألف ليرة.
ومع أن مهنة التصميم بصورته الحالية جديدة نسبياً، إلا أنها سجّلت في سورية تأخراً ملحوظاً عن باقي الدول، لعدم اقتناع الشركات في البداية بأهمية الصورة للترويج والانتشار، وتواضع الميزانيات المخصّصة للإعلان والمردود المادي للمصمّم، إلا أنها اليوم تسجل تقدماً متسارعاً وباتت من أولويات أية شركة قديمة أو جديدة، ما يتيح فرص عمل لعشرات الشباب، ولاسيما من لا يزال في سنوات الدراسة الجامعية.