دكاكين المشافي والصيادلة..!.
لا شك أن انتشار فيروس كورونا، وتزايد عدد الإصابات والوفيات يومياً في حلب على وجه التحديد، فرضا واقعاً صحياً صعباً لا مفر من التكيف والتعاطي معه بجدية أكثر عبر اتخاذ المزيد من الإجراءات الصحية والوقائية الشخصية لتجنب الإصابة، وعدم نقل العدوى، والابتعاد عن التجمعات، وتطبيق شروط التباعد المكاني، خاصة على أبواب الأفران، ومنافذ السورية للتجارة..!.
خطورة الوضع الصحي وتفاقمه تتمثّل حقيقة في غياب الوعي المجتمعي، وفي سوء إدارة هذه الأزمة من قبل الفريق المعني بالتصدي لفيروس كورونا، فعدا عن الإجراءات الاحترازية الخجولة المتخذة، وغياب المتابعة الجدية والصارمة لتطبيق القرارات الحكومية، تبرز قضية لا تقل خطورتها ومفاعيلها السلبية من مخاطر انتشار الوباء نفسه، ولا يمكن عنونتها إلا تحت بند الجشع والاحتكار والاستغلال غير الأخلاقي واللا إنساني لحاجة المرضى المصابين للأدوية والعلاج المطلوب، وهي ممارسات منافية للعرف المجتمعي يقوم بها بعض أصحاب المشافي الخاصة، وبعض الأطباء الاختصاصيين والصيادلة الذين حوّلوا عياداتهم وصيدلياتهم إلى دكاكين، الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود، فعلى سبيل المثال تبلغ كشفية أحد الأطباء لمدة لا تتجاوز خمس دقائق /50/ ألف ليرة، فيما تتقاضى المشافي الخاصة مبلغ /250/ ألف ليرة أجور تركيب جهاز التنفس الاصطناعي لليلة واحدة فقط، ناهيك عن بعض الصيدليات التي تحتكر الدواء وتحجبه عن المحتاجين، وتبيعه بأسعار باهظة جداً بخمسة أضعاف سعره الحقيقي، وتحديداً الكمامات، والكحول، وأدوية علاج فيروس كورونا: /أزيترومايسين 500، زنك عيار 50، وفيتامين c فوار/..!.
بإيجاز وأمام تفاقم الوضع الصحي الناتج عن انتشار كورونا، والضحايا التي يحصدها يومياً، يكبر السؤال حول أسباب غياب دور خلية الطوارىء في ضبط كل هذه التجاوزات، وتراخيها في موضوع رقابة عمل المشافي والصيدليات، وعدم قمع ظاهرة الاستغلال والاحتكار التي يمارسها البعض من عديمي الضمير والإنسانية!.
معن الغادري