مؤتمر الباحثين السوريين المغتربين يتحدى المستجدات الراهنة وينطلق الكترونياً
دمشق – حياه عيسى
تميز المؤتمر الثاني للباحثين السورين المغتربين الافتراضي لعام 2020 بتحديه للظروف الراهنة المتمثلة بالانتشار الوبائي والحصار الاقتصادي الجائر, والإصرار على الاستمرار بالنهج الذي تم الاتفاق عليه في المؤتمر الأول والمتمثل بالانعقاد الدوري.
المؤتمر الذي انعقد عبر تقنيات التواصل عن بعد، تحت عنوان “نحو اقتصاد المعرفة – دور الباحثين السورين في الوطن والمغتربين”، جاء من أجل التواصل مع الباحثين لمزج التجارب المعرفية البحثية المختلفة لكافة الباحثين وقولبتها بقالب واحد للوصول إلى معارف ومعلومات تصب في صالح النهوض الاقتصادي والدعم المعرفي للبلد الأم سورية.
وفي تصريح لـ “البعث”، بين المدير العام الهيئة العليا للبحث العلمي مجد الجمالي أن أهم هدف يسعى له المؤتمر المنعقد يتمحور حول إجراء شراكات بحثية بين الباحثين السوريين داخل وخارج البلاد وإعادة الصلة معهم للاستفادة من الخبرات العلمية كونهم موزعين في القارات الخمس في 15 دولة, إضافة إلى باحثين سورين يعملون في هيئات بجامعات أكاديمية بحثية بسورية، مشيراً إلى البدء بصياغة التوصيات الناتجة من المحاضرات منعاً لحدوث أية إشكالية تقنية, حيث جاء في مقدمة التوصيات رسم وتحديث السياسات الوطنية القطاعية وتحت القطاعية، ودعم عدد من المشاريع البحثية, والتنسيق مع الجامعات والهيئات البحثية لإحداث سياسة لنقل التكنولوجيا لتسويق مخرجات البحث العلمي فيها.
من جهته، اعتبر وزير التعليم العالي الدكتور بسام إبراهيم أن تنظيم المؤتمر بشكله الافتراضي دليل على إصرار الباحثين السوريين والمؤسسات البحثية والعلمية على المضي في طريق البحث والتطوير وقدرتهم على التكيف مع أصعب الظروف, لاسيما أن برنامج المؤتمر يضم إحدى وأربعين محاضرة يقدمها باحثون سوريون مغتربون في خمسة عشر بلدا” من بلدان الاغتراب, إضافة إلى أقرانهم في المؤسسات الأكاديمية والبحثية السورية موزعين بين عدة محاور منها (تكنولوجيا المعلومات والاتصالات, إدارة التقانة والمعرفة, التكنولوجيا الحيوية والنانو, الطاقة والبيئة) مع الإشارة إلى أن تعزيز سبل التواصل بين الباحثين السوريين في الوطن والمغتربين والتعرف على الباحثين السوريين في دول الاغتراب والاطلاع على انجازاتهم العلمية وخبراتهم النوعية من أهم ما نصبو إليه حالياً.
وأمل وزير التعليم العالي أن يحقق المؤتمر أهدافه ويخرج بتوصيات نوعية تخدم التنمية في سورية وإعادة إعمارها بأساليب علمية وعصرية تستثمر فيها كل الطاقات الشبابية وتعتمد العلم والمعرفة أساساً للتطوير والبناء وإعادة الأعمار.
ليوضح أمين المدرسة العربية للعلوم و التكنولوجيا الدكتور إبراهيم شعيب أن فكرة المؤتمر تركز على توحيد الجهود الوطنية لدعم البحث العلمي وتحقيق التكامل بين الباحثين السوريين المحليين والمغتربين لتحقيق الأولويات البحثية المعتمدة, علماً أن المدرسة تشارك في تنظيم مؤتمر الباحثين السورين المغتربين الافتراضي لعام 2020 ضمن رؤيتها لدعم جهود تطوير البحث العلمي في سورية, وذلك لضرورة تكامل الجهود والتعاون بين الباحثين في سورية والباحثين السوريين في المغترب، ولكون محاور المؤتمر ضمن اهتمامات المدرسة والمجالات التي عادت فيها عدد من الحلقات العلمية.
أما رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية الدكتور صلاح دوه جي اعتبر المؤتمر الحالي استمراراً لسلسلة من المؤتمرات بدأت في العام المنصرم لربط الباحثين المغتربين مع الباحثين على أرض الوطن, لاسيما بوجود مستجدات فرضت المشاركة الافتراضية على الباحثين, حيث سيتم التطلع لزيادة المشاركة وتنوعها من خلال التنسيق بين الشركاء, من خلال التركيز على ربط الأفكار التطبيقية الموجودة بالجامعات الخارجية مع التطبيقية الموجودة على أرض الواقع محلياً عبر شبكة من العلاقات بين الباحثين للوصول إلى العديد من الأفكار و التطلعات التي من شأنها أن تساعد في الوصول إلى حلول للعديد من المشكلات الني يعاني منها الوطن.