كنان أدناوي يستكمل مشروعه بأمسية موسيقية جديدة
لحن الكلارينيت الشفيف الممتد طويلاً أخذ دور السارد في مقطوعة “حكاية” حينما تلاقى مع نغمات العود وصولو الأكورديون، لتنتقل الحوارية إلى الكلارينيت والأكورديون بتعاقب كل آلة على حدة بجمل قصيرة، وذلك في الأمسية الموسيقية التي قدمها عازف العود والمؤلف الموسيقي كنان أدناوي على مسرح الدراما في دار الأوبرا بعزف مجموعة متنوعة من مؤلفاته القديمة والحديثة لآلة العود، وقد تخلل بعضها مقاطع لعزفه المنفرد، وبُنيت أخرى بتوليفة جديدة جمعت العود مع بعض الآلات المتآلفة والمكونة نسقاً موسيقياً يوضح العلاقات الموسيقية من خلال الحواريات الثنائية والارتجالات.
ويتميز أدناوي بأسلوبه المتطوّر المتميز لاسيما بالعزف التقني السريع الممتزج بإحساسه. وفي هذه الأمسية اختار مشهدية موسيقية جديدة للعود مع آلات طوّعت لعزف الموسيقا الشرقية، بمشاركة عازف الكلارينيت باسم صالحة ووسام الشاعر على الأكورديون وباسم الجابر على الكونترباص ومحمد شحادة على مجموعة “البركشين” الإيقاعية المؤلفة من آلات عدة.
تعد هذه الأمسية استكمالاً لمشروع أدناوي الموسيقي الذي تسرّب إلى قلوب الحاضرين، لاسيما المتابعين أمسياته السابقة، إذ عمل مؤلف “الطريق إلى دمشق” على إظهار إمكانات آلة العود بأشكال تقنية وفنية مختلفة بالتداخل مع آلات أخرى. وتنوّع البرنامج بين قوالب موسيقية متعددة فبدأت الأمسية بعزف إحدى مقطوعات أدناوي “تحية” التي شكّل فيها العود اللحن الأساسي ثم يتآلف مع الأكورديون والكلارينيت، ويتألق بالانتقالات اللحنية المفاجئة للعود بتكنيك سريع جداً مع التدرج اللحني للإيقاع، الذي شكّل فيما بعد مع الكلارينيت ثنائياً.
وبدا دور الارتجالات بشكل أكبر في المقطوعة الثانية “سماعي كرد” التي بدأت بعزف منفرد على الكلارينيت مع مرافقة وترية للكونترباص ليتابع المسار اللحني مع العود، وشهدت تغييرات لحنية بالخانة الأخيرة بالارتجالات. وكان لموسيقا البلوز وقع خاص على الجمهور لاسيما بالارتجالات الإيقاعية التي قدمها محمد شحادة واللحن الموسيقي المتسارع للعود.
كما تم عزف مقطوعة “جو” التي تحمل اسم ألبوم بعض المقطوعات التي ألفها أدناوي، وتمتاز جو، التي لم تعزف في سورية منذ عام 2010، بمشاركة خاصة لآلة الكلارينيت بإبداع باسم صالحة بعد البداية بلحن بطيء للعود. وكما ذكر كنان أدناوي فإن الأمسية قدمت بعض مفاهيم الارتجالات الحديثة للموسيقا الشرقية.
ملده شويكاني