مجلة البعث الأسبوعية

الحمضيات السورية.. قصة “إبريق الزيت” غير المكلف الاكتفاء الذاتي المسفوح!

“البعث الأسبوعية” ـ سنابل عدنان سلمان

لم تق زراعة الحمضيات السورية التي استطاعت أن تحتل سمعة جيدة في الأسواق المحلية والعالمية، بسبب النوعية الممتازة والأسعار المنافسة، المزارع من لعنة ضعف القدرة الشرائية للاحتياجات الزراعة وارتفاع تكاليف الإنتاج من ( سماد – مبيدات – معدات سقاية وغيرها..)، فالعديد من الفلاحين يعتمدون على موسم الحمضيات، كموسم أساسي لتلبية احتياجات أراضيهم خلال الموسم، فعند خسارة الفلاح لهذا الموسم سيُجبر أن يكمل المتبقي من العام بالاستدانة دون أي عون له، ورغم إعلان وزارة الزراعة عن مبادرات لدعم الفلاحين، فإنها لم تساعد بشكل فعلي في حل أي مشكلة تخص ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي.

 

التكلفة زهيدة

ويؤكد مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة المهندس سهيل حمدان أن العناية بالأراضي المزروعة بالحمضيات غير مكلفة – بل وأكد – أن تكلفة الكيلو الواحد لا تتجاوز ٧٠ ليرة، ضمن أراض الفلاح عندما يلتزم بتعليمات وزارة الزراعة، كما وجه حمدان نصيحته للفلاحين بعدم الاستعجال بالقطاف أو ضمان الأرض، لأنه وبحسب دراسة الواقع ستكون الأسعار جيدة ومرضية الفلاح، علماً أن الفلاح يواجه العديد من الأزمات التي باتت تهدد هذا القطاع وعلى رأسها غلاء مدخلات الإنتاج، بالإضافة إلى تجاهل مساندة الفلاح في تسويق المحصول ليقع فريسة بيد التاجر.

 

٣٠% دعم

من جهته أوضح رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية حكمت صقر أن الفلاح يعاني من غلاء في أسعار المبيدات الحشرية التي أصبحت فوق القدرة المادية للفلاح وأن كمية الأسمدة كانت قليلة وتأخرت عن مواعيدها بالوصول، وأسعارها كانت مرتفعة جداً، ولكن تم دعم أسعار الأسمدة بنسبة ٣٠% لصالح الفلاح، مؤكداً أن هذا الدعم انعكس بشكل إيجابي على الفلاح، ودعا صقر كافة الفلاحين إلى التوسع في الزراعات من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في ظل هذا الارتفاع اللا متناهي في الأسعار.

 

تحلق عاليا

في استطلاع “البعث الأسبوعي” للآراء أجمع عدد من الفلاحين بأن المستلزمات الزراعية أصبحت فوق طاقتهم المادية، حيث أصبح سعر حراثة الدونم الواحد ١٤ ألف ليرة، والأسمدة الزراعية ارتفعت إلى نسبة أكثر من ١٠٠ %( إن توفرت)، والأدوية الزراعية والمبيدات أيضاً زادت خلال ٣ أشهر ٤٠٠% والأسمدة في القطاع الخاص خارج قدرة الفلاح، إضافة إلى نوعيتها السيئة وعدم خضوعها إلى الرقابة.

وأكد البعض بأن سعر الصندوق الفارغ وصل إلى ٦٠٠ ليرة، واشتكى البعض من أجور نقل المحصول التي أصبحت مرتفع للغاية، وأن الأسعار أصبحت لا تتناسب إطلاقا مع التكاليف، كل هذه العوامل أدت إلى ضعف وفقر منتجي الحمضيات، حيث بدأوا يبحثون عن أعمال أخرى لتأمين لقمة العيش.

 

الدعم غائب

في ظل الأزمات جاءت أيضا أزمة كورونا وارتفعت أسعار المواد كافة والليمون الحامض خاصة نتيجة تهافت المستهلكين وبالأخص مع نقص تواجده في السوق بسبب احتكار التجار له وتخزينه لزيادة سعره، في ظل هذا الاحتكار أين دور الدعم الايجابي للمواطن (السورية للتجارة)، ليتجاوز المواطن هذه الأزمة، هل كان من الصعب عليها تخزين كميات من الليمون الحامض وطرحه بالأسواق بأسعار مقبولة أو حتى إعطاءه للمواطن عبر البطاقة الذكية بسعر يتناسب مع الوضع المعيشي.

 

أمل لم يتحقق

أُطلقت العديد من الوعود بشأن معمل عصائر، ليتعافى موسم الحمضيات خاصة في الظروف الحالية التي تمر بها سورية، وبالأخص أن سورية بلد يأكل مما ينتج منذ عقود طويلة، ولكن كانت وعود في الهواء لم ير المواطن منها شيء، وكل الدراسات تؤكد أن مستقبل البلاد في أرضها التي تكاد تنتج كل شيء وعملياً لديها كل المحاصيل الزراعية، ولتحافظ على ما لديها وتطوره لابد من تشجيع الفلاحين ومساندتهم والاهتمام بتوفير المستلزمات الزراعية بأسعار مقبولة تناسب وضعهم المعيشي.