بغداد رداً على الاعتداءات التركية: لن نتسامح مع هدر الدم العراقي
ألغى العراق زيارات جميع مسؤولي النظام التركي إليه، واستدعت وزارة الخارجية العراقية سفير هذا النظام في بغداد، وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية الانتهاكات المستمرة للقوات التركية للأراضي العراقية.
وأوضح بيان للخارجية العراقية أن الحكومة العراقية ألغت زيارة وزير دفاع النظام التركي إلى بغداد وكذلك جميع الزيارات المبرمجة للمسؤولين الأتراك في الوقت الحالي، وأشار البيان إلى أن الخرق التركي الأخير تمثّل بقيام طائرة مسيرة بقصف منطقة سيدكان ما تسبب باستشهاد ضابطين وجندي من الجيش العراقي.
وأوضح البيان أن مذكرة الاحتجاج التي سلمها وكيل الوزارة السفير عبد الكريم هاشم إلى سفير النظام التركي فاتح يلدز حملت الحكومة التركية مسؤولية هذا الاعتداء الآثم وطالبت الجانب التركي بتوضيح ملابساته ومحاسبة مرتكبيه المعتدين.
وأشار البيان إلى أن الغارة التركية استهدفت ولأول مرة قادة عسكريين عراقيين كانوا في مهمة لضبط الأمن على الحدود بين البلدين، وأن ما قامت به تركيا عمل عدائي وانتهاك لسيادة وحرمة البلاد.
وشددت المذكرة على ضرورة أن توقف حكومة النظام التركي قصفها وسحب قواتها المعتدية من جميع الأراضي العراقية.
يشار إلى أن قوات النظام التركي أقدمت مراراً على انتهاك حرمة الأراضي العراقية وتمركزت أواخر عام 2015 في منطقة بعشيقة القريبة من مدينة الموصل شمال العراق، وهو ما أكدت الحكومة العراقية أنه يشكل عدواناً وانتهاكاً لسيادة العراق وخرقاً لقواعد القانون الدولي وطالبت بانسحاب القوات التركية.
إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية العراقية أن العراق يمتلك جميع عناصر القوة التي تمكنها من الرد على الاعتداء التركي، وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف: “إن هناك عناصر قوة بيد العراق في تعامله مع تركيا ومنها معدل الميزان التجاري الذي يزيد عن 16 مليار دولار سنوياً وعشرات الشركات التركية في العراق إضافة إلى العلاقات الدولية والعمق العربي الذي يتمتع به العراق”، مضيفاً: إن عمليات مثل هذه العملية تزعزع الأمن في المنطقة، مشيراً إلى أنه عندما نتعاطى مع التجاوزات والاعتداءات دبلوماسياً فإن ذلك لا يعني عدم قدرة العراق على الحلول.
من جانبه قال الناطق باسم القائد العام للجيش العراقي يحيى رسول: لن نتسامح مع هدر الدم العراقي، مطالباً بتوضيح ملابسات الجريمة المدانة ومحاسبة المتورطين حفاظاً على حسن الجوار والعلاقات بين البلدين.
وأوضح أن “المقاتلين كانوا في عملية استطلاع في منطقة سيدكان، وتقع داخل الأراضي العراقية وتبعد 4 كيلومترات عن الشريط الحدودي مع تركيا”، وتابع: “حذرنا في وقت سابق من استمرار التجاوزات التركية على الأراضي العراقية، ودماء العراقيين غالية، ولن نتسامح مع هدر الدم العراقي”.
وتزامن ذلك مع إرسال تعزيزات عسكرية للانتشار على الحدود التركية، وقال إحسان جبي مدير ناحية سيدكان: إن حرس الحدود جلب المزيد من القوات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة للانتشار على الحدود العراقية التركية.