اتفاق إماراتي إسرائيلي لـ “تطبيع العلاقات”.. يمهد لآخر مع السعودية!
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقد اتفاق “سلام تاريخي” بين من وصفهما بـ”صديقتا الولايات المتحدة”، الإمارات و”إسرائيل”، في خطوة يجمع مراقبون أنها تمهّد لانضمام النظامين السعودي والبحراني، فيما تتوالى المواقف الفلسطينية المندّدة بالاتفاق، وتجمع على أنه طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية.
فقد اعتبرت لجان المقاومة الفلسطينية أن الاتفاق “يكشف حجم المؤامرة على شعبنا وقضيتنا، ونعتبره طعنة غادرة ومسمومة في ظهر الأمة وتاريخه”، فيما أكدت فصائل المقاومة أن “هذا الإعلان خطير، ومكافأة مجانية للاحتلال على جرائمه وانتهاكاته بحق للشعب الفلسطيني”، مشددة على أن “التطبيع طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية والمستفيد الوحيد منه الاحتلال، وسيشجع الاحتلال على مزيد من الجرائم بحق شعبنا ومقدساته”.
ووصفت حركة الجهاد الاتفاق بين الكيان الصهيوني والإمارات على تطبيع العلاقات، برعاية أميركية، بأنه “طعنة للشعب الفلسطيني وللقدس والمسجد الأقصى”، وأكد مسؤول الإعلام في الجهاد، داوود شهاب، أن “التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي هو استسلام وخنوع، ولن يغيّر من حقائق الصراع شيئاً، بل سيجعل الاحتلال أكثر إرهاباً”، وشجب بشدة هذا الاتفاق، واعتبره “شرعنة للاحتلال وإنقاذاً لحكومته من مأزقها وأزماتها”، مشيراً إلى أن “هذا الاتفاق خروج عن الاجماع القومي وثوابت الأمة، وإنقاذ للكيان الصهيوني، والإمارات طعنت القضية الفلسطينية في الظهر”، وأضاف: “يسارع هؤلاء الحكام ويلهثون من أجل إنقاذ عروشهم عبر اتفاقات “سلام” مع العدو”، مؤكداً أن “هذه الاتفاقات تعطي المجال لـ “إسرائيل” كي تكثف عدوانها على الشعب الفلسطيني، ومكافأة للاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني”.
ولفت شهاب إلى أن “التبرير الإماراتي للاتفاق هو تبرير مشروخ وهزيل ولا ينطلي على أحد، وهذا الاتفاق لن يغيّر شيئاً من حقيقة الصراع على الأرض، و”إسرائيل” تبقى عدواً”، وأشار إلى أنه “سيكون صعباً على الجامعة العربية أن تفعل شيئاً ورهاننا الأساسي على الشعوب”.
من جهته، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد للميادين: إن “الاتفاق جريمة بحق الشعب الفلسطيني والدم الفلسطيني، ولا يمكن السماح لأحد أن يعلّق على آلام الشعب الفلسطيني جرائمه كي يحفظ عرشه”، وأكد أن “الشعب الفلسطيني هو من منع تنفيذ خطة الضم بصموده وليس الإمارات وحكامها”، لافتاً إلى أنه “المطلوب موقف فلسطيني موحّد وواضح واجتماع طارئ لكل القوى الفلسطينية”، وشدّد على أن “الشعب الفلسطيني مستمر يومياً في التصدي لخطوات الضم الإسرائيلية، ومحور المقاومة هو الأساس في دعم الشعب الفلسطيني، ولن يتأثر بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي”.
وقال القيادي في حركة الجهاد، الشيخ خضر عدنان، في تصريح صحفي، إن “الاتفاق الإماراتي مع محتلي فلسطين طعنة لشعبنا وقدسنا وأقصانا، ستبقى فلسطين كاشفة العورات ترفع من ينصرها وتسقط من يخذلها”، وأضاف: إن “الصمت العربي والإسلامي عن هذه الاتفاقات والارتماء في حضن الصهيوني المجرم المحتل شراكة في خذلان فلسطين وشعبنا”، لافتاً إلى أن “من لم ينصر فلسطين يوماً برصاصة ليخجل من نفسه وهو يصف خضوعه لأراذل الخلق وشذاذ الآفاق بأنه” اتفاق سلام” وكأنه حارب لأجل فلسطين”.
من جهته، اعتبر النائب عن القائمة المشتركة، مطانس شحادة، أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي “سكين في خصر الأمة العربية”، فيما دان الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية، سالم عطالله، بشدة الاتفاق، معتبراً إياه طعنة جديدة من ذلك النظام لجسد الأمة، وقال: إن “التطبيع العربي الجديد لنظام الإمارات، هو مباركة للكيان الصهيوني للاستمرار بعمليات القتل والإرهاب بحق شعبنا والمضي في سرقة الأرض في القدس والضفة”، لافتاً إلى أن “إعطاء المبررات لذلك التطبيع ما هو الا خدمة مجانية للاحتلال وشرعنة لعدوانه على أرضنا ومقدساتنا”.
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، قال: إن “الكلام الإماراتي طعنة لقرارات القمة العربية حول فلسطين”، مضيفاً: “لا يمكن لعربي لديه من الحمية والكرامة أن يمد طوق النجاة لنتنياهو على حساب القضية الفلسطينية”.
وكان ترامب نشر على حسابه على “تويتر” نص “اتفاق السلام”، الذي تمّ خلال اتصال هاتفي بينه وبين رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وولي عهد الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، وأضاف: “أشكر قادة “إسرائيل” والإمارات على شجاعتهم للتوصل إلى هذا الاتفاق الذي سُمّي اتفاق إبراهام”، مبرزاً أنّه كان يرغب في أن يطلق اسمه على الاتفاق “لكن الصحافة لن تتقبّل ذلك”.
من جهته أعلن بن زايد في حسابه الرسميّ على “تويتر”، أنّه “تمّ الاتفاق في اتصال مع ترامب ونتنياهو على خارطة طريق لتعاون مشترك من أجل إقامة العلاقات الثنائيّة”، فيما اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي اشكنازي، أنّ اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات “يشكّل ممراً أمام اتفاقات مع دول أخرى”، في إشارة إلى النظام السعودي.