نصر الله: ما يجري في لبنان اليوم جزء من الحرب على المقاومة
أحيا لبنان، أمس الجمعة، الذكرى الرابعة عشر لانتصار حرب تموز على العدو الصهيوني، والذي جاء بعد 33 يوماً من الصمود والتضحيات. وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة بهذه المناسبة أن انتصار تموز أفشل مشروع الشرق الأوسط الجديد والمخططات الأميركية الإسرائيلية ضد المنطقة.
وأضاف السيد نصر الله: فشلوا في الحرب العسكرية ويعرفون أن أي حرب إسرائيلية مقبلة لن تستطيع أن تضعف المقاومة ولهذا يلجؤون إلى وسائل أخرى وما يجري في لبنان اليوم جزء من هذه المعركة. وأشار إلى أن الإسرائيليين “يعيشون لأول مرة مخاوف من خطر الوجود والبقاء، لهذا الكيان الطارئ في المنطقة”.
ورأى أمين عام حزب الله أن الحرب ثبتت قواعد اشتباك تحمي لبنان، وكشفت حقيقة “إسرائيل”، ومستوى الترهل في منظومتها، ولفت إلى أن لبنان قوي بمعادلة المقاومة، لذلك هم يريدون التخلص منها، وعرضهم علينا التخلي عنها كان ولا يزال موجوداً.
وتابع: “إذا قلنا للأميركيين إننا مستعدون للتخلي عن المقاومة في مواجهة “إسرائيل”، سيشطبوننا عن لائحة الإرهاب”، إلا أن “المقاومة هي مسألة وجود، وهي الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه لنبقى على قيد الحياة”، معقباً أن “المقاومة بالنسبة للبنان وشعبه، هي شرط وجود حتى إشعار آخر، طالما لم يقدّم البديل المقنع”.
وتناول السيد نصر الله قرار الرد على استشهاد أحد عناصر حزب الله في سوريا علي كامل محسن، وقال إن الهدف من الرد “ليس الاستعراض الإعلامي إنما تثبيت قواعد الاشتباك”، مؤكداً أن الرد “ما زال قائماً والمسألة قضية وقت وعليهم أن يبقوا منتظرين”.
وأعلن أمين عام حزب الله أنه “لم نفاجأ بما قام به بعض الحكام في دولة الإمارات، بل كان ضمن المسار الطبيعي الذي كانوا يتبعونه”، لافتاً إلى أن توقيت الإعلان عن الاتفاق بين الإمارات و”إسرائيل”، يؤكد أن بعض الأنظمة العربية هم “خدم عند الأميركي”.
وتابع: “ما قامت به الإمارات هي خدمة انتخابية سياسية لترامب، وخدمة شخصية وانتخابية لنتنياهو.. وعلينا أن نتوقع من الآن حتى الانتخابات الأميركية إقدام أنظمة عربية على توقيع اتفاقات سلام مع إسرائيل”.
وأكد السيد نصر الله أن “التطبيع الإماراتي مع العدو الاسرائيلي، هو عمل مدان وخيانة للقدس وفلسطين وهذا طعن بالظهر”، مضيفاً أنه “يجب أن ننكر هذه الجريمة، ولكن لا يجب أن نحزن، لأن ما يجري في العلن اليوم، كان يجري في السر”.
في سياق متصل، أكدت قيادتا حزب الله وحركة أمل في جنوب لبنان أن المقاومة ستبقى الخيار الوحيد لمواجهة العدو الإسرائيلي والدفاع عن الأرض والكرامة والسيادة.
وأدانت القيادتان خلال اجتماعهما في النبطية محاولات بعض “الحاقدين بكل الوسائل الخبيثة والمشبوهة” استغلال حادثة انفجار مرفأ بيروت خدمة لمخططاتهم التقسيمية والفتنوية من خلال التعرض للمقاومة والرموز الوطنية.
بدوره جدد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ علي الخطيب التأكيد على ضرورة التمسك بالمقاومة في مواجهة العدو الصهيوني مستنكرا كل المحاولات المشبوهة وأبواق الفتنة والتحريض على المقاومة.
وقال الخطيب: لبنان في المرحلة الراهنة بحاجة إلى معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي لا تزال ضرورة وطنية لحفظ وحدة لبنان واستقراره ومواجهة العدو الصهيوني الذي يتربص الشر بلبنان وينتهك سيادته ويحتل أرضه ويتهدد شعبه بالعدوان.
بدوره أكد تجمع العلماء المسلمين في لبنان أن المقاومة استطاعت ان تسقط جميع المخططات الأمريكية الإسرائيلية الإرهابية التي استهدفتها.
وقال التجمع في بيان إن المقاومة تمكنت منذ عام 2006 وحتى اليوم من تحقيق إنجازات ضخمة يجمعها عنوان واحد هو إفشال مخططات العدو الصهيوأمريكي ومن أهمها المشروع الإرهابي التكفيري الذي كان يستهدف تقطيع أوصال محور المقاومة عبر نشر الإرهابيين في العراق وسورية غير أن المقاومة استطاعت مع الجيش العربي السوري البطل والقوات العراقية إفشال هذا المخطط وكذلك منع الإرهابيين من التمدد نحو لبنان.
وأكد التجمع أن مؤامرات أعداء الأمة سيكون مصيرها الفشل لأننا على قناعة تامة بأن زمن الهزائم ولى وجاء زمن الانتصارات.
بدوره اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في كلمة اليوم أن انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية يشكل يوماً مفصلياً وتاريخياً في الحفاظ على سيادة لبنان داعياً جميع القوى السياسية اللبنانية إلى استثمار هذا الانتصار في الداخل لتأكيد مشروع الدولة العادلة والعيش المشترك والسلم الأهلي.