رفض عربي للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي: خيانة!
تواصلت ردود الفعل المنددة والمستنكرة العربية لإعلان الإمارات التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، مؤكدة أن هذا القرار هو كشف حقيقي لمدى ارتهان مشيخات الخليج للقرار الأمريكي الصهيوني، فيما كشف وسائل إعلام صهيونية أن التنسيق الإماراتي مع الكيان لم يكن وليد اللحظة وإنما منذ خمسين عاماً وأن الزيارات بين مسؤولي الطرفين كانت باستمرار وتنسيق عال وأن ما حدث أمس الأول هو فقط إعلان رسمي، في وقت أشعل هاشتاغ “التطبيع خيانة” مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي السياق استنكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر باسم الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال والأسرى المحررين خيانة الإمارات العلنية لفلسطين وبيعها لأميركا و”إسرائيل”، واعتبر أن إتفاق التطبيع الكامل والعلني بين الإمارات الاحتلال يدلل على أن “حكام الإمارات ألقوا بأنفسهم في أحضان ترامب ونتنياهو وهو ما يعري تواطؤهم وتخليهم عن أعدل قضية على وجه الأرض”، وأضاف: “الإمارات وحكامها اليوم ارتكبوا جريمة لا تغتفر بحق الشعب الفلسطيني ووطنه المسلوب ومقدساته وأنكروا تضحيات شهدائه وأسراه وجرحاه وهم بذلك تخلوا عن شرفهم وقوميتهم”.
كما دانت الفصائل الفلسطينية في بيان بأشد العبارات اتفاق الذل والخنوع واصفة إياه بأنه “الاتفاق الخياني” الذي “أظهر تطبيع العلاقات بشكل كامل بينهما، في تنكر واضح لدماء الأمة التي سالت دفاعاً عن فلسطين وخيانة لحقوق شعبنا في كل ذرة تراب في فلسطين”.
وقال البيان إن “إعلان التطبيع مع الكيان من قبل نظام الإمارات هو تكريس للتعاون السري بينهما لعقود من الزمن، ويأتي أيضاً مباركة للكيان الصهيوني للاستمرار بعمليات القتل والإرهاب بحق شعبنا، والمضي في سرقة الأرض في القدس والضفة”.
البيان أكد أن “هذا العمل المرفوض من جموع الأمة هو مكافأة للعدو على جرائمه وتشجيعاً لأعداء الأمة على مزيد من الارهاب والقتل بحقها، وهذا التطبيع المعلن اليوم مثال على ذلك”.
ورأى أن “التحجج بوقف ضم الضفة مقابل التطبيع ما هو إلا خدمة مجانية للاحتلال، وشرعنة لعدوانه على أرضنا ومقدساتنا، فخرج نتنياهو متبجحاً بأنه لن يتخلى عن قرار الضم، فاضحاً ادعاء نظام الإمارات”.
بدوره، أكد أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أن “اتفاق العار بين الإمارات والعدو هو سقوط مدماك آخر في الجدار العربي المتهالك أصلاً”، قائلاً “يا لعارهم يدوسون على كل شيء ويلطخون وجوههم وتاريخهم بدماء الفلسطينيين والشعوب العربية”.
ورأى النخالة أنهم يغادرون المقدس للمدنس من أجل بقائهم عبيداً وخدماً لـ”إسرائيل” وأميركا وبقائهم في السلطة والحكم، مشيراً إلى أن “وصل بهم الحال لأن يكونوا مداساً لأقدام نتنياهو وترامب”.
وتابع النخالة، إنه يجب على الشعب الفلسطيني وقواه السياسية اليوم ألّا ينظروا للخلف نحو الذين سقطوا، موضحاً “على الجميع أن يدرك جيداً أن كلّ وهم بالسلام وعلى السلام قد سقط”.
ولفت أيضاً، إلى أنه يجب على الشعب الفلسطيني أن يعيد ترتيب صفوفه وفق رؤية واضحة على قاعدة المقاومة، قائلاً “علينا قبل أن نطالب الآخرين بالتراجع عن خزيهم أن تتراجع السلطة الفلسطينية الرسمية عن سلامها الوهم”.
إلى ذلك أفادت قناة الميادين بأن المصلين في المسجد الأقصى رفعوا أمس الجمعة صور ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيّان مع عبارة: “خائن” وأشارت القناة أن قوات الاحتلال اقتحمت باحات الأقصى وعملت على إزالة اللافتات المنددة بالتطبيع التي رفعها المصلون الفلسطينيون غداة إعلان الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي.
عربياً قال المكتب السياسي لحركة أنصار الله في اليمن إن “تطبيع الإمارات مع كيان العدو خيانة عظمى للقضية الفلسطينية وتماهياً مع الصهاينة والأميركيين في مشروع تدمير المنطقة “، مضيفاً أن “انكشاف العلاقات الإماراتية الإسرائيلية على هذا النحو يسقط كل تلك الشعارات العربية والإسلامية التي رفعها تحالف العدوان على اليمن”.
ولفتت الحركة في بيان إلى أن “الإمارات كما السعودية مجرد مخالب إسرائيلية أميركية تنهش في جسد الأمة العربية والإسلامية”، مشددة على أن “الإمارات تواصل السير في الطريق الخطأ الذي سلكته منذ نشأتها في خدمة الأميركي والإسرائيلي ضد الأمة ومنها العدوان على اليمن”.
كما أوضحت أن ما يتم الترويج له من سلام ورخاء واستقرار سوف يتحقق إقليمياً بهذه الخطوة مجرد أوهام، مضيفة أن الأنظمة التي سبقت الإمارات في التطبيع غرقت في أزمات شتى ومشاكل لا حصر لها.
كذلك، دعت الحركة شعوب الأمة العربية والإسلامية لنفض غبار الهزيمة عن نفسها ورفع الصوت عالياً في مواجهة طابور النفاق والخيانة، وإلى عزل كل نظام يعلن تطبيعه مع “إسرائيل” ومقاطعته اقتصادياً وتجارياً، مؤكدة أن الشعوب العربية والإسلامية بمقدورها أن تفعل الشيء الكثير لفلسطين.