مظاهرات فلسطينية حاشدة تندّد بالتطبيع الإماراتي: خدمة مجانية للعدو
استمرّت التظاهرات الفلسطينية المندّدة بالاتفاق التطبيعي الإماراتي-الإسرائيلي، والتي عمت مدناً عديدة في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة.
ففي الضفّة خرج الفلسطينيون في مسيراتٍ حاشدة، تنديداً بالاتفاق واصفين حكام الإمارات بـ”الخونة” وأحرقوا صوراً لولي عهد الإمارات محمد بن زايد، ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
التظاهرات شملت كذلك بلدة حارس شمال غرب سلفيت، وذلك على وقع الهتافات التي تتّهم حكام الإمارات بأنّهم “عملاء للأميركيين”.
إلى ذلك، عمّت التظاهرات مدينة القدس المحتلّة، حيث نظّم الفلسطينيون وقفات احتجاجية في باحات المسجد الأقصى المبارك رفضاً لما وصفوه باتفاق “العار”. ورفع المشاركون خلال الوقفة العلم الفلسطينيّ واللافتات المندّدة بالاتّفاق قبل أن تقتحم قوات الاحتلال الإسرائيليّ وشرطته الخاصّة باحات المسجد المابرك وتستولي على اللافتات وتزيلها.
وفي ردود الأفعال المنددة باتفاق الخيانة معتبرة أنه خدمة مجانية للاحتلال في وقت يمر فيه بأسوأ فتراته على الإطلاق، توحدت مواقف أغلب الأحزاب الجزائرية، في اعتبار ما أقدمت عليه الإمارات “جريمة لا تغتفر في حق الشعب الفلسطيني”.
كما، طالبت السلطات الجزائرية بضرورة مضاعفة مساعدة ودعم القضية الفلسطينية في هذا الوقت العصيب الذي تمر به، معتبرة أنه بـ”طعنة في ظهر القضية الفلسطينية وغدراً مكتمل الأركان”، مؤكدة أن ربط هذا الاتفاق المشؤوم بالنجاح الموهوم في تأجيل خطة الضم لبعض الأراضي الفلسطينية، لا يمكن أن ينطلي على أحد، ولا يبرر هذا الموقف الذي سيسجل في صحائف الشؤم والانتكاس، لافتة إلى أنه “سيظل وصمة عار تلاحق أصحابه على مر التاريخ”.
دولياً اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن “حكام إحدى الدول الجارة لنا ارتكبوا خطأً عبر تقربهم من أميركا والكيان الصهيوني” في إشارةٍ إلى الإمارات، لافتاً إلى أن “هذا الإجراء هو خاطئ بالمطلق وهو خيانة كاملة لأحلام الشعب الفلسطيني”.
روحاني أكد أنهم إذا كانوا يعتقدون بأن التقرب من أميركا وأعداء إيران “سيوفر الأمن لهم فهم خاطئون”، قائلاً “لقد ارتكبت الإمارات خطأ كبيراً ونأمل أن تتراجع عن هذا الخطأ”. محذراً الإمارات من فتح المجال لـ”إسرائيل” في المنطقة لأن “الحسابات عندئذ ستختلف”.
في سباق متصل، وصف حرس الحرس الإيراني الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي بـ”الخطأ الإستراتيجي”، واعتبره “غباءً تاريخياً وخنجراً مسموماً في جسد الأمة”.
وقال إن “اتفاقية العار بين الإمارات والكيان الصهيوني هي من أعظم الخيانات التاريخية بحق القدس”، مشيراً إلى أنه “للإجراء الغادر أهداف عدة من بينها إضفاء الشرعية على الكيان الصهيوني، وإضعاف جبهة المقاومة الفلسطينية”.
ولفت إلى أن “من الأهداف أيضاً نسيان قضية القدس وفلسطين، وتمهيد الطريق لتنفيذ مشروع صفقة القرن والشرق الأوسط الجديد” معتبراً أن من أهداف الاتفاقية كذلك “تهيئة الظروف لانتشار علاقة العالم العربي بالمحتلين الصهاينة”.
من جهة ثانية وفي مسلسل الخيانة المستمر توقع مستشار ملك النظام البحراني الحاخام مارك شناير أن تكون البحرين الدولة الخليجية الثانية بعد الامارات، التي ستطبع العلاقات مع “إسرائيل”.
وفي مقابلة مع قناة “كان” الإسرائيلية، قال شناير إنه “من الآن حتى نهاية العام، سنرى دولة أو اثنتين من الخليج تقيم علاقات مع إسرائيل”.
وكشفت قناة 12 الإسرائلية، أن رئيس الموساد يوسي كوهين، أجرى في الأيام الأخيرة، محادثة مع رئيس حكومة البحرين “بهدف إخراج العلاقات مع هذه الدولة إلى حيز التنفيذ، وزيادة الوتيرة والوصول معها إلى اتفاق”.