“احذروا السباحة.. المياه ملوثة”.. شائعات بين التأكيد والنفي!!
طرطوس – محمد محمود
“احذروا السباحة في البحر.. المياه ملوثة”، جملة ترددت كثيراً بين أهالي مدينة طرطوس، ومدن الساحل السوري في الفترة الأخيرة بعد انفجار مرفأ مدينة بيروت، والدمار الكبير الذي تسببت به مادة نترات الأمونيوم في البنية التحتية للمدينة، ولكن ماذا عن الضرر والأذى في البيئة البحرية التي شملها النصف الآخر من الانفجار، وكيف أثرت المادة الكيميائية على مياه البحر القريبة والمتصلة بالشواطئ السورية، خاصة أن الكثير من سكان منطقتي الحميدية والمنطار التابعتين لمدينة طرطوس أكدوا عثورهم على مخلفات كثيرة قذفتها الأمواج إليهم بعد أيام من الانفجار، والسؤال: ما هو تأثير هذه المواد على البيئة البحرية السورية؟ وهل الشواطئ السورية آمنة بشكل عام؟.
مختصون في البيئة أكدوا لنا أنه لا معلومات مؤكدة حتى الآن عن طبيعة المواد التي كانت موجودة أثناء الانفجار، وبالتالي لا يمكن الجزم مباشرة بالتأثير المحتمل على البيئة البحرية، والمعلوم بالنسبة لمعظم الباحثين في البيئة البحرية أن حركة التيار الأساسي في البحر الأبيض المتوسط هي غالباً باتجاه الجنوب، والتيارات الأساسية هي التيارات المتواجدة على عمق 20 متراً فما دون، بخلاف التيارات السطحية التي يمكن أن تتجه شمالاً أو جنوباً، وبالتالي فإن احتمالية انجراف هذه المواد باتجاه السواحل السورية قائمة.
في المقابل ومن ناحية علمية، مادة نترات الأمونيوم تستخدم في صناعة السماد، ويمكن أن تكون إيجابية ومغذية للبيئة البحرية، فأية مادة معدنية عضوية تدخل المياه تشكّل عنصراً مغذياً، وتعتبر محفزة لنمو العوالق البحرية (السيتو بلانكتون البحري)، والنباتات المجهرية والطحالب، لكنها تحولت لصيغ أخرى بعد التفجير، فتفاعلات التفكك الحراري للمادة الكيميائية NH4no3 ناشرة للحرارة، وفي حال كانت كتلة نترات الأمونيوم أكبر من الكتلة الحرجة فإن التفكك يكون انفجارياً، والنواتج الصادرة عنه أحادي أوكسيد النتروجين N2o و+H2o .
في المقابل أكد عبد اللطيف علي مدير عام الهيئة العامة للثروة السمكية أنه تم مؤخراً التواصل مع رئيس مركز البحوث البحرية في الجامعة لأخذ عينات بحرية من المياه ومراقبتها للوصول بشكل علمي ودقيق لمعرفة إن كان هناك أي تلوث للبيئة البحرية السورية وشواطئها، مؤكداً استمرار المراقبة ومتابعة الموضوع.