تحقيقاتصحيفة البعث

زيتون طرطوس.. مخاوف من صعوبة التسويق وارتفاع أجور اليد العاملة

يعتبر موسم الزيتون في الساحل السوري من أهم المواسم التي يعوّل عليها سكان المحافظة اقتصادياً، فقلما نجد أسرة في محافظة طرطوس لا تنتج زيت الزيتون، ويعد الزيت المنتج فيها من أفضل أنواع الزيت، وتعرّض الموسم الحالي من الزيتون في مرحلة عقد الإزهار لموجة حر سببت أضراراً كبيرة بالعقد، وأثرت سلباً على الموسم، وبحسب التقديرات الأولية لمديرية زراعة طرطوس يصل إنتاج الموسم الحالي إلى /٩١٧٥٢/ طنا ثمار زيتون، وتبلغ المساحة الإجمالية المزروعة بالزيتون /٧٥٢٦٠/ هكتاراً، وعدد أشجار الزيتون الكلي /١١١٠٣٢١٣/ شجرة، منها /١٠٥٥١٦٧١/ شجرة في طور الإثمار.

تصريف الإنتاج
يؤكد عدد من المزارعين أن إنتاجهم من الزيتون شهد تحسناً تدريجياً خلال السنتين الماضيتين بعد أن تعرّض لفترة حرمان بقيت عدة سنوات بسبب عدة تحديات تواجه الموسم، من أهمها عوامل الطقس التي تؤثر على فترة عقد الزيتون، بالإضافة إلى زيادة انتشار أمراض الزيتون، وهذه التأثيرات تؤثر بشكل نسبي بين مكان وآخر، وأكد المزارعون أن موسم العام الحالي تعرّض لموجة حر في فترة العقد أثرت على الموسم، بالإضافة إلى إصابته حالياً بذبابة ثمار الزيتون التي جعلت الثمار تتساقط بكثرة قبل نضجها.

ويتخوف المزارعون في المحافظة من ارتفاع أجرة ساعة العمل في جني المحصول، والتي كانت قد ارتفعت في العام الماضي حتى ١٠ آلاف ليرة في اليوم الواحد، وقفزت أسعار الزيت من ٣٥ ألف ليرة للصفيحة الواحدة (الصفيحة = 18كغ) حتى ٥٠ ألف ليرة، ووصلت في بعض المناطق حتى ٧٥ ألف ليرة، وفي ظل هذا الارتفاع يخشى المزارعون من عدم إمكانية تصريف إنتاجهم للعام الحالي، وتكديس الزيت المنتج لديهم إذا لم يتم تأمين أسواق لتصريف الزيت وتصدير الفائض، وتقديم الدعم ما أمكن من قبل الجهات المعنية في هذه الناحية.
ويقول مضر أسعد، رئيس اتحاد فلاحي طرطوس: إن موسم العام الحالي هو موسم متوسط وليس جيداً بسبب الظروف الجوية التي سادت في فترة العقد وأثرت بشكل متفاوت على مناطق المحافظة، ولفت إلى أن سعر صفيحة الزيت بلغ في المحافظة ٥٠ ألف ليرة، وطالب الجهات المعنية بإنشاء معمل لتعليب الزيت وتصريف الإنتاج.

قطع تبديل
وحول استعدادات المعاصر للموسم الحالي يقول حسيب علي صاحب معصرة إنه تم إجراء الصيانة اللازمة للأعطال التي لحقت بالمعصرة جراء الموسم الماضي، والمعاصر حالياً مستعدة للموسم، وتفتح أبوابها في منتصف الشهر العاشر لاستقبال الإنتاج، وشكا علي من عدم توفر القطع البديلة الأصلية للمعاصر، ما يضطر صاحب المعصرة إلى تبديل القطع عدة مرات خلال الموسم، بالإضافة إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، ما يوقعهم في خسائر كبيرة، خاصة أنهم يتقاضون لقاء عملهم ٩% من إنتاج الفلاح، فمدخولهم محدود، ويقول: إذا بقي الحال على ما هو عليه فإن 40% من المعاصر ستتوقف عن العمل، بالإضافة إلى عدم توفر الخبرات الفنية في المحافظة للصيانة، ولفت إلى ضرورة إيجاد حل للقانون ١٩٠ لعام ٢٠٠٧ الذي يتضمن توزيع ماء الجفت على أراضي المزارعين، وبحسب قوله فإن المزارعين يرفضون هذا الأمر، ولا توجد طرقات زراعية لتصريفها، وبحسب مديرية زراعة طرطوس يوجد في المحافظة 277 معصرة، منها 119 “مكبس”، و108 “طرد مركزي”.

نصائح وإجراءات
وحول إجراءات مديرية الزراعة لحماية موسم الزيتون للعام الحالي، أوضح مدير زراعة طرطوس م. علي يونس أن المديرية قامت بحملة مكافحة ربيعية لمرض فطر تبقع عين الطاووس، مدتها ثلاثة أشهر، بدءاً من أول شهر قدمت خلالها الجرارات والمحروقات مجاناً للمزارعين، كما قامت المديرية بتنفيذ دورات تدريبية وأيام حقلية حول المكافحة المتكاملة لذبابة ثمار الزيتون، وتنصح المديرية مزارعي الزيتون بتعليق المصائد الغذائية الجاذبة لهذه الذبابة (التي تحتوي بيوفوسفات الأمونيوم) في حقولهم بمعدل ٣ – ٥ مصائد في الدونم من الجهة الجنوبية الشرقية، وعلى ارتفاع ١,٥متر، واستبدال المحلول كل أسبوع إلى عشرة أيام، والتخلص منه بحفر جورة وطمرها بشكل جيد، واستخدام الطعوم السامة الجاذبة على أكوام القش التي توزع بين أشجار الزيتون بمعدل كومة قش بين كل أربع أشجار في الحقل، وكومة قش بين كل شجرتين على التخوم مع الجوار، مع رش هذه الأكوام بمحلول هيدروليزات البروتين المضاف له مبيد سام هو الدايمثوات كل ١٠ – ١٢ يوماً على الأكوام نفسها حتى تمام جني المحصول، وأكد أن المديرية تقدم هذه المحاليل مجاناً للمزارعين من خلال وحداتها الإرشادية.
ولفت إلى أن موعد جني ثمار الزيتون يحدد من قبل مديرية مكتب الزيتون، ويكون عند تلوّن ٦٠% من الثمار باللون الأسود الذي يصادف في المحافظة منتصف تشرين الأول، ناصحاً المزارعين في هذه الفترة بالري التكميلي لمن يتوفر لديه مصدر للري.

رشا سليمان