ترامب: بايدن ليس منافسي في الانتخابات!
كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية يصبح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر حدّةً في تصريحاته، ليس ضدّ جون بايدن فقط، وإنما وسائل الإعلام التي لم يألُ جهداً في مهاجمتها منذ استلامه سدّة الرئاسة، حيث قال: “إنّ معركته الرئيسية في مرحلة ما قبل الانتخابات، ليست مع منافسه الديمقراطي جو بايدن، بقدر ما هي مع وسائل الإعلام”.
وأضاف ترامب: “أكبر المنافسين لي ليس بايدن، بل الصحافة غير النزيهة”. وأشار ترامب إلى أنه يجب عليه يومياً التصدي ومواجهة وسائل الإعلام الأمريكية الداعمة لبايدن، قائلاً: “كل يوم يلقون القنابل عليّ. الصحفيون غير الشرفاء يفعلون ذلك”.
وشدّد ترامب على أنه “في الوقت الذي لا يغادر فيه بايدن قبو منزله، تواصل وسائل الإعلام الكتابة عنه بنشاط”، وأضاف: “إنه لا يجيب حتى عن أسئلة الصحفيين”.
كما شكّك ترامب في قدرة منافسه الديمقراطي جون بايدن، إذا فاز في الانتخابات، على تمثيل البلاد بشكل لائق في المفاوضات مع الزعماء الأجانب، ومجدّداً اتّهم مرة أخرى منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية بنقص الذكاء والخوف من التواصل مع الناخبين بسبب الوباء.
وفي حين يصف وسائل الإعلام بأنها “غير نزيهة” يبدو أن ترامب هو فعلاً كذلك، إذ إنه يسعى إلى تعطيل خدمة البريد العامة في أمريكا لمنع التصويت بالمراسلة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني القادم.
وتهدف الإجراءات التي يقوم بها مدير هيئة البريد الأمريكية الجديد لويس ديغوي المقرّب من ترامب لتعطيل الخدمة البريدية في الولايات المتحدة بأوامر من الأخير لمنع التصويت بالمراسلة خلال الانتخابات الرئاسية.
بدوره، قال رئيس اتحاد عمال البريد الأمريكي مارك ديموندشتاين: “لا نريد أن تكون أيدينا مقيدة بسياسات تبطئ تسليم البريد”، مضيفاً: “إنّ ترامب يريد تجفيف مصادر تمويل البريد لمنع الناس من التصويت”.
من جهتها، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن خدمة البريد أبلغت الأمريكيين في عدد من الولايات أنها لن تتمكن من أن توصل في الوقت المناسب ملايين بطاقات الاقتراع لاحتسابها في الانتخابات قبل الثالث من تشرين الثاني وهو موعد الانتخابات.
وكان ترامب اعتبر في تصريح له، أن التصويت عبر البريد في الانتخابات الرئاسية سيكون “كارثياً” وهو ما عارضه خبراء وعدد من المسؤولين الديمقراطيين، بينهم رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر الذين طالبوا بدعوة ديغوي إلى جلسة استماع أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب في 24 آب الجاري.
يذكر أن ترامب يدرك أن التصويت بالمراسلة يمكن أن يشجع على اقتراع الأمريكيين الأفارقة والمتحدّرين من أمريكا اللاتينية الذين يبدون أكثر ميلاً إلى الامتناع عن المشاركة بسبب أوضاعهم المهمّشة، كما يدرك أن الناخبين الديمقراطيين يميلون إلى التصويت بالمراسلة أكثر من مؤيديه الجمهوريين.