حان الوقت لتحرير منطقة الجزيرة السورية
تقرير: فايز طربوش
تتصاعد الاشتباكات بين أبناء اتحاد عشائر العكيدات الشجعان وميليشيات “قسد” العميلة، إلا أن الصحافة الموالية لإدارة ترامب، ومن لفّ لفها من الصحافة الناطقة بالعربية، تسعى جاهدة إلى تحريف الحقائق، وإظهار أدوات واشنطن في صورة المسيطر والمحقق لنجاحات كبيرة على صعيد إخماد الغضب الشعبي العربي المتصاعد في المنطقة، مستعيدة في ذلك ترسانة الأكاذيب الأمريكية، والتي كان الأشهر بينها والأكثر مأساوية – للأسف – حين قدم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول، عام 2003، عرضه “اهتزاز الأنبوب” أمام مجلس الأمن الدولي، والذي شكّل فيما بعد ذريعة لغزو العراق، وسفك دماء الكثيرين من أبناء العروبة، وغير ذلك من الأكاذيب التي اعتادت عليها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتبرير حروبها العدوانية، وتتبناها اليوم الميليشيات الإجرامية مما يسمّى “قوات الحماية الذاتية”.
ميليشيات “قسد” العميلة، والتي تتبنّى أساليب دعاية وكذب أسيادها الأمريكيين، تعلن استقرار الوضع و”التفاوض” مع القبائل العربية في منطقة الجزيرة، وفي الوقت نفسه، وبمحض “الصدفة”، تقمع بقوة السلاح تظاهرات الأهالي بريف الحسكة، وتقتحم المنازل وتختطف عشرات المواطنين وتقتادهم إلى جهة مجهولة، فيما تفرض حظر التجوال على قرى ريف دير الزور وتطلق النار عشوائياً على الشباب، وتمعن في التنكيل بالأهالي واستهداف وجهاء وشيوخ العشائر، وسرقة مقدرات وثروات المنطقة من نفط وغاز وقمح وقطعان ماشية، ولكي تخفي جرائمها تقطع الاتصالات والانترنت خوفاً من انتشار الفيديوهات والصور التي تظهر حقيقة أعمالها الوحشية الإجرامية.
الدعوات تتصاعد لأبناء العشائر إلى عدم السكوت على هذا الإجرام، والدفاع بالسلاح عن حقهم في أرضهم ووجودهم الحر، مشيرة إلى ضرورة عدم القبول بوعود “الجزار الأمريكي” المتعطّش للنفط والدماء، والذي تسبب في مقتل الكثير من العرب، ليس في سورية فحسب، بل في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
هبّة القبائل والعشائر العارمة، وإعلان المقاومة الشعبية، تؤكّد للمحتل الأمريكي أن “بقاؤك على هذه الأرض لن يطول، وستهزم طال الزمن أو قصر، وسيطّهر الجيش العربي السوري الأراضي السورية من رجسكم ورجس إرهابكم”، ولن تسطيع “قسد”، الديكتاتورية والخائنة والعميلة للأميركيين، مهما تمادت في غيّها، إطفاء جذوة المقاومة، فالصمت لم يعد له معنى في قاموس الكرامة، حيث يدنس المحتل الأمريكي الأرض، ويسرق الخيرات، ويعتقل الأبرياء، ويغتال أهلنا بحجة محاربة الإرهاب الذي صنعوه وأطلقوا وحوشه المدرّبة على أيديهم لتعيث فساداً ودماراً.
تصدّي عناصر قواتنا الباسلة في حاجز “تل الذهب” لقوات الاحتلال الأمريكي ومنعهم من المرور، ومهاجمة حوامات أمريكية عناصر الحاجز بالرشاشات الثقيلة، ما أدى إلى استشهاد جندي وجرح اثنين آخرين، ووقفات أهالي الحسكة والقامشلي تنديداً بالعدوان، وتصاعد الدعوات لتفعيل المقاومة الشعبية، دليل جديد على أن بواسل قواتنا وأهالي المنطقة في خندق واحد للتصدي للاحتلال الأمريكي وأذنابه في المنطقة.
التصدي البطولي لعناصر الجيش، وبدعم من أهالي المنطقة، لم يحدث للمرة الأولى، بل هو فعل تراكمي، لكنه أتى في مرحلة مفصلية، وسيكون بلا شك نقطة تحوّل ومنعطف كبير في قواعد اللعبة والاشتباك مع الأمريكي، والشرارة التي ستشعل المنطقة بوجه الأمريكي و”قسد”، إذ أكد شيوخ ووجهاء القبائل السورية أن “العدوان على حاجز الجيش غدر وتماد على جنودنا وبواسلنا، الذين نعتز ونفتخر بهم، وسيكون الرد من خلال المقاومة الشعبية، وسنريهم كيف تكون غضبة العربي، وسنحوّل أرض الجزيرة السورية إلى بركان عربي ثائر يجرفهم إلى مزبلة التاريخ، ولا سيما أن المحتل لا يعرف سوى لغة القوة”.
الجيش العربي السوري على أهبة الاستعداد لدعم المقاومة الشعبية، وهذا ما أكد عليه القائد الأسد بأن “الدور الطبيعي للدولة أن تهيئ كل الظروف وأن تهيئ كل الدعم لأي مقاومة شعبية تحصل ضد المحتل”، ولا شك أن المحتل الأمريكي لن يتحمّل ضربات المقاومة الشعبية، وسنرى خلال الأيام القريبة جداً تحوّلاً كبيراً في الموقف الأمريكي لجهة الانسحاب، وترك أدواته يلاقون مصيرهم، وهذا درس على ميليشيات “قسد” التمعن فيه قبل فوات الأوان، فواشنطن تتخلى دائماً عن أدواتها، وأدوات أمريكية كثيرة لاقت هذا المصير قبلهم!!
فليخرج المحتلون الأمريكيون من بلادنا، وليأخذوا معهم عملاءهم، وكل من يرفض وحدة سورية أرضاً وشعباً، إلى مهد “ديموقراطيتهم” المزعومة!