الاستقالة المنتظرة والبديل المقترح
رغم أن استقالة رئيس اتحاد كرة السلة جلال نقرش كانت مستغربة في طريقتها، إلا أنها كانت متوقعة بالنظر إلى جملة من الوقائع التي فرضتها القرارات الأخيرة، والتصريحات الكثيرة التي جعلت الاستمرار بطريقة العمل ذاتها أمراً مستحيلاً في ظل مراقبة القيادة الرياضية لكيفية معالجة الأمور المعقدة في كواليس الاتحاد.
فالاستقالة التي أعلنها رئيس الاتحاد خلال كلمة وجهها لكوادر اللعبة، وساق خلالها مجموعة من الأعذار الغريبة، والاتهامات البعيدة عن الواقع، خلّفت حالة ارتياح لدى غالبية المتابعين وكوادر اللعبة الذين وجدوا فيها فرصة لبداية عصر جديد للسلة السورية بعد سنوات من الإخفاقات التي كانت تذيّل بتبرير الأزمة.
وأكثر ما لفت النظر في كلام رئيس الاتحاد هو إصراره حتى اللحظة الأخيرة على تحميل الجميع مسؤولية التراجع باستثنائه هو، فكان رئيس الاتحاد الرياضي العام في محور الاتهام، إضافة لبعض الأندية والخبرات وحتى وسائل الإعلام، فيما كان الاتحاد وأعضاؤه خارج الحسابات تماماً، وكأنهم ليسوا أصحاب قرار ولا يمتلكون أية صلاحيات.
لسنا هنا بوارد تعداد أخطاء الاتحاد على صعيد تنظيم الأمور والبطولات المحلية، ولكن يكفي أن نعرف أن منتخبنا بعد أن كان في الصدارة عربياً، بات يتلقى الخسارات بالجملة وبأرقام كبيرة من منتخبات ضعيفة حتى وصل الأمر للهزيمة أمام فلسطين!.
وإذا سلّمنا بأن الاستقالة ستحظى بموافقة المكتب التنفيذي، فإن السؤال هو عن البديل المحتمل الذي يجب أن تكون مواصفاته مناسبة للمرحلة وصعوبتها، فمهمة رئيس الاتحاد يجب أن تسند لأصحاب الخبرة من اللاعبين القدامى الذين يمتلكون الرؤية للتطوير بعد فترة الركود التي عاشتها اللعبة على جميع الأصعدة.
التغيير في سلتنا وإن تأخر إلا أنه جاء في وقت مناسب لتصحيح المسار، ورسم خطة للنهوض، وخاصة للمنتخبات الوطنية التي تنتظرها مجموعة من الاستحقاقات التي لا يمكن أن نكرر فيها الحضور الباهت ذاته.
مؤيد البش