الخارجية: بمباركة واشنطن.. النظام التركي يستخدم المياه كسلاح حرب ضد المدنيين
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات الجريمة المستمرة التي يرتكبها النظام التركي من خلال قطعه مياه الشرب عما يزيد على مليون مواطن سوري في مدينة الحسكة وجوارها، مؤكدة أن قطع المياه عن المواطنين جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف المتعلقة بوضع المدنيين زمن الحرب.
وقالت الوزارة في بيان لها أمس الاثنين: لقد قام النظام التركي وأدواته، وبمباركة من الإدارة الأمريكية والإرهابيين على الجانبين الأمريكي والتركي، باستخدام المياه كسلاح حرب ضد المدنيين السوريين من نساء وأطفال وشيوخ ومقعدين لأغراض سياسية لا إنسانية وذلك من خلال التوافق على قطع مياه الشرب عن محطة مياه علوك لما يزيد على 16 مرة خلال الأشهر الأخيرة حيث تراوحت مدة قطع المياه بين أسبوع وعدة أسابيع، وأضافت: بتاريخ هذا اليوم يكون قطع المياه عن أهالي مدينة الحسكة وجوارها المؤلف من عشرات القرى قد فاق الأسبوعين مع كل ما يعنيه ذلك من معاناة لا تحتمل في ظل حر شديد وخوف من تفشي فيروس كورونا.
وأوضحت الوزارة أن الدولة السورية ومسؤولي محافظة الحسكة والمنظمات الإنسانية السورية تحملوا مسؤولياتهم بشكل مشرف في مواجهة هذه الكارثة حيث تم تأمين مياه الشرب والمياه اللازمة للنظافة العامة لمعظم المواطنين إلا أن الحاجات تتجاوز كل التوقعات والإمكانيات وذلك بسبب الاحتلالين التركي والأمريكي للمناطق الشمالية والشرقية من سورية.
وقالت الوزارة.. تحذر الجمهورية العربية السورية من استمرار هذه الكارثة وتنبه الأطراف التي تدعي حرصها على القانون الإنساني الدولي وعلى حياة المواطنين المدنيين من مغبة استمرار استخدام المياه كوسيلة حرب وخاصة أن حياة الكثير من أبناء الحسكة أصبحت مهددة بشكل جدي.
وأكدت الوزارة أن سورية تطالب أصحاب الأصوات التي ارتفعت دون أن تهدأ، بما في ذلك في منظومة الأمم المتحدة وخاصة مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية، بأن تكون على مستوى المسؤولية وتثبت احترامها لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وذات الشيء ينطبق على دول الاتحاد الأوروبي وقياداته.
وختمت وزارة الخارجية والمغتربين بيانها بالقول: تعيد سورية التذكير بأن ما تشهده محافظة الحسكة من كوارث ومآس جاء تجسيداً لأهداف الاحتلال العسكري التركي والاحتلال العسكري الأمريكي لأراض سورية.. وما تحالف قوات الاحتلال العسكرية التركية وقوات الاحتلال الأمريكية مع الإرهابيين من “داعش” و”جبهة النصرة” و”قسد” وغيرها من التنظيمات الإرهابية إلا عدوان على سيادة واستقلال سورية، وانتهاك جسيم لمبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة.. وآن الأوان لهذا الاحتلال كي ينتهي.
مواصلة الضغط الدولي لتأمين المياه لأهالي الحسكة
وفي الحسكة (اسماعيل مطر) أكد المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة وللشؤون الإنسانية في سورية عمران رضا أن مشكلة انقطاع مياه الشرب عن مدينة الحسكة وأريافها تناقش على أعلى المستويات في مكاتب الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف وأنه على تواصل دائم مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش وكذلك مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون بهدف استمرار الضغط الدولي لإعادة ضخ المياه إلى مدينة الحسكة.
وأشار رضا خلال اتصال هاتفي أجراه معه محافظ الحسكة اللواء غسان حليم خليل أمس الاثنين إلى أن جهود الأمم المتحدة تنصب في مسارين الأول إعادة ضخ المياه إلى المدينة بأسرع وقت والثاني تأمين حلول مستدامة تنهي معاناة السكان مع أزمة انقطاع مياه الشرب التي تكررت للمرة الـ 15 منذ تشرين الأول 2019 موضحاً أنه سيواصل مساعيه حتى إيجاد حلول تضمن إنهاء معاناة السكان وتأمين مياه الشرب لهم.
بدوره أكد محافظ الحسكة أن أزمة مياه الشرب في الحسكة متواصلة في ظل مماطلة المحتل التركي في إعادة ضخ المياه من محطة علوك مبيناً أنه مضى 24 ساعة على بدء الضخ من علوك لكن المياه لم تصل إلى محطة الحمة ما يعني استمرار معاناة الأهالي في توفير مياه الشرب مشدداً بأنه لا حل فعلياً لأزمة المياه إلا بإعادة الموظفين إلى المحطة وتشغيلها بكامل طاقتها، داعياً إلى استمرار الجهود الدولية بالضغط على المحتل التركي للانسحاب هو ومرتزقته من محطة علوك.