“عقمها”.. مبادرة تستحق كل الاحترام
احتفل العالم منذ أيام باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف بتاريخ “19 آب” من كل عام، وهو يوم يُكرم فيه الأشخاص الذين يساعدون غيرهم ويواجهون الأخطار والصعوبات، وإذا كان من واجبنا الإعلامي والإنساني الإضاءة على هذه المناسبة، سيكون من المناسب والمنصف الإضاءة على مجموعة شباب متطوعين حرصوا منذ بداية انتشار فيروس كورونا في سورية، وتحديداً في دمشق، على من أجل إيصال أسطوانات الأكسجين للمرضى الموجودين في بيوتهم، وما يثير الدهشة والإعجاب بأولئك الشباب هو الإصرار والحب على مساعدة وتقديم الدعم والإسعاف والمشورة الطبية، خاصةً مع وجود أطباء بينهم، من دون مقابل وفي أي ساعة وأينما تواجد المريض.
لقد استطاع أولئك الشباب أن يحققوا سمعةً جيدة وبفترةٍ قصيرةٍ جداً لدرجة أن عملهم كان يفوق عمل بعض المراكز الصحية على الرغم من تواضع الإمكانيات والعمل بظروفٍ غايةٍ في الصعوبة، إذ يبدأ عملهم الإنساني الرائع عبر خطي الهاتف اللذين يعملان على مدار الساعة، ويتم عبرهما تقديم الخدمة الطبية عبر أطباء لا يخافون من الدخول إلى منزل مريض طلب مساعدتهم.
مجموعة شباب تعمل كخلية نحل على مدار 24 ساعة بكل حماس وحب، في وقتٍ ترفض فيه بعض المشافي الخاصة استقبال مرضى كورونا في خرقٍ واضح للقوانين والأخلاق، وفي وقتٍ يقوم فيه تجار الأزمات باستغلال وجع المواطن لدرجةٍ وصل الأمر بالكثير منهم لبيع “الهوا”، بيع أسطوانة الأكسجين، بمبالغ خيالية في ابتزازٍ واضح واستغلالٍ لوجع الناس ومرضهم.
مبادرة “عقّمها” بدأت متواضعة بعددٍ محدودٍ من الشباب ليصل صداها اليوم إلى كل أنحاء سورية، ولتصبح قدوةً في العمل الإنساني.
لينا عدرة