زهير رمضان: خطتنا طموحة.. ودعوتنا صادقة للفنانين الوطنيين في الخارج للعودة إلى النقابة
وضع مجلس نقابة الفنانين خطة عمل طموحة للمرحلة القادمة، شملت مختلف جوانب العمل النقابي والفني وآلية علاقة النقابة بالفروع والرؤية المستقبلية لتطوير الحركة الفنية بمختلف مجالاتها.
نقيب الفنانين زهير رمضان أوضح لـ”البعث” أن الخطة مستمدّة من طبيعة عمل النقابة وخصوصيتها والدور المنوط بها مستقبلاً كونها أحد أعمدة القطاع الثقافي والمعرفي والتنويري، والعمل على تطويره بالشكل الذي يتناسب مع متطلبات مرحلة الإعمار لجهة الاستثمار في الفكر وبناء الإنسان، وتؤكد على الخط الوطني المقاوم، وأن يكون الوطن فوق كل اعتبار، وتطوير العمل الفني بمختلف جوانبه من خلال الارتقاء بالفنون الموسيقية والدرامية في مختلف مجالاتها لتستطيع تحقيق الهدف المرجو منها، بحيث تعكس الجوانب الحضارية والتراثية والثقافية والأخلاقية للمجتمع السوري، ومواجهة الفكر المتطرف الدخيل على مجتمعنا والبعيد عن قيمه وعاداته وتقاليده، وتطوير الفن ليكون أكثر حداثة ومواءمة للواقع ورغبات الجمهور، ونقل مشكلات وهموم المجتمع وتطلعاته بدراما تلفزيونية وإذاعية راقية، وتسليط الضوء على مواقع الخلل والفساد لمعالجتها بالشكل الذي يخدم المجتمع، ورعاية المواهب الشابة الوافدة إلى الساحة الفنية وتنمية مواهبها ومساعدتها لتأخذ فرصتها بالعمل، والدفاع عن مصالح الزملاء عند وقوع أي حالة ظلم عليهم، ومساعدتهم في تحصيل حقوقهم المالية عند اللجوء إلى النقابة، والتي ستكون المدافع الأول عنهم لدى الجهات الأخرى، وتكريم الفنانين الرواد الذين أغنوا الحركة الفنية وقدّموا لها الكثير من العطاءات والأعمال الراقية، وتكريم المتميزين والاهتمام بالأغنية السورية وتطويرها بكافة أنواعها.
وأضاف رمضان: كذلك سنعمل على إعادة الألق للمسرح، وزيادة عدد المهرجانات المسرحية التي تقيمها الفروع، بحيث يكون هناك مهرجان مسرحي خاص في كل محافظة، وتكريم المبدعين المسرحيين وإقامة المهرجانات الموسيقية والاهتمام بالموسيقيين وبالثقافة الموسيقية، التي تعكس فن المجتمع السوري وتنوعه، ومتابعة المشروع الوطني “الأيقونة السورية”، وتعميق وإذكاء روح التربية الوطنية بالانتماء لسورية الأم، ورعاية الطاقات والمواهب الفنية وتدريبهم وصقلهم ليكونوا أصحاب مبادرات فاعلة في المجتمع وتحويلهم من أفراد مستهلكين إلى منتجين، والسعي لإقامة أسابيع ثقافية على غرار الأسبوع الثقافي السوري في تونس وفي بعض الدول العربية، التي ساندت سورية في حربها، وفي بعض الدول الصديقة، وتعزيز العلاقة مع مديرية المسارح ومع معهدي المسرح والموسيقى والمؤسسة العامة للسينما ودار الأسد للفنون، بحيث تكون النقابة شريكاً حقيقياً في بلورة خطاب ثقافي فني حضاري يعكس روح المواطن العربي السوري المبدع منذ بداية الخليقة حتى الآن.
وأشار رمضان إلى أن الخطة تهدف إلى تعزيز التعاون الجيد والمثمر مع الشركات الإنتاجية العامة والخاصة، لأن الهدف واحد وهو الارتقاء بالفن السوري (صنع في سورية)، والعمل على تطوير القوانين والأنظمة الناظمة لعملها وتكريس سلطة القانون وعدم السماح بتجاوزه والتشدّد في تطبيقه، وأن تكون النقابة حاضرة بكل الأمور التي تُعنى بالجانب الفني، وتطوير عمل مكاتب النقابة وتعزيز الجانب الاجتماعي لها من خلال إطلاق مبادرات مجتمعية تعكس الصورة المشرقة لها، وتكريس العمل المؤسّساتي وتعزيز الجانب الميداني في العمل من خلال التواصل الدائم مع الزملاء في أماكن عملهم والاستماع إلى همومهم ومشكلاتهم والمساعدة في حلها، مشيراً إلى أن تحسين الواقع المعيشي للزملاء وتأمين حياة كريمة تليق بهم والاهتمام بالجانب الصحي بشكل يخدم جميع الزملاء وعائلاتهم هي من أهم أولويات العمل، والحفاظ على أموال النقابة والتشدّد في صرفها وفق الأنظمة والقوانين المالية وعدم التساهل مع أية حالة صرف غير قانونية، والعمل على تحصيل حقوق النقابة المالية لدى الغير بشكل مستمر، بحيث يكون هناك إيرادات تدعم خزانة التقاعد وتساعدها على الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه الزملاء المتقاعدين، وتعزيز دور النقابة في اتحاد الفنانين العرب، والعلاقات الفنية مع النقابات في الدول العربية والصديقة لخدمة النقابة وأعضائها.
وبيّن رمضان أن مجلس النقابة وجّه من خلال خطته دعوة صادقة إلى كل الزملاء في الخارج، والذين كانت مواقفهم دائماً وطنية، للعودة إلى أحضان الوطن الذي فتح ذراعيه وقلبه لكل أبنائه، وإلى نقابتهم التي تقدّر وتجلّ إبداعهم وتضحياتهم وفنهم ودورهم في رفع سوية الفن السوري، ليساهموا بإعادة إعمار بلدهم من خلال إنتاج درامي وموسيقي يتماشى مع سورية الجديدة.
وختم نقيب الفنانين كلامه بأن مجلس النقابة يقدّر ويجلّ إبداعات وتضحيات الزملاء الفنانين خلال الأعوام الماضية من عمر المؤامرة على بلدنا، والذين استطاعوا تقديم إنتاج درامي راقٍ، وإيصال الدراما السورية إلى الخارج رغم كل الحصار وشروط الإذعان التي فُرضت عليها، حيث كانوا بحق مدافعين عن الوطن بإنتاجهم إلى جانب قواتنا المسلحة، معاهداً الزملاء بأن يكون المجلس أهلاً لهذه الثقة الغالية التي منحوه إياها، وأن يترجموها خططاً وبرامج عمل تعكس طموحاتهم وآمالهم، وأن يكون همّهم الأول الوطن والدفاع عنه.
بسام عمار