الهلال: ندوات حوارية لمناقشة تجربة الاستئناس الحزبي على مستوى الفروع
دمشق – بسام عمار:
ناقشت هيئة مكتب التنظيم المركزي، خلال اجتماعها أمس الثلاثاء في مقر القيادة، واقع العمل الحزبي في الفروع والمنظمات والسبل الكفيلة بتطويره وخطط العمل المستقبلية وما نفذ من خطة عمل المكتب.
ونقل الأمين العام المساعد للحزب الرفيق المهندس هلال الهلال لأعضاء الهيئة تحيات ومحبة الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد وتمنياته الطيبة لهم والنجاح في عملهم، مشيراً إلى أن اللقاء مع مسؤولي التنظيم في الفروع والمنظمات له خصوصيته المستمدة من طبيعة عملهم لكون التنظيم أساس العمل الحزبي وقوته مستمدة منه، وخلال الأعوام الماضية تطوّر الواقع التنظيمي بشكل كبير على مختلف مستوياته، ومرد ذلك القرارات والإجراءات التي اتخذتها قيادة الحزب، والتي شملت مختلف جوانب العمل التنظيمي، والذي تتم دراسته بكل مستمر، وتتخذ كل القرارات التي من شأنها تنشيطه وخلق حالة تفاعلية ما بين القيادة والقواعد، وقد نجحت في تحقيق هذا الهدف المهم، مشيراً إلى أن مكاتب التنظيم هي الصورة المشرقة للفروع والمنظمات ويجب أن تكون دائماً المرآة التي تعكس العمل .
وأضاف الرفيق الهلال: إن الاجتماع يأتي بعد الكلمة التاريخية للرفيق الأمين العام للحزب أمام أعضاء مجلس الشعب، والتي تضمنت عناوين مهمة للعمل المستقبلي بمختلف مجالاته، لاسيما في الشأن الانتخابي والاقتصادي، ودور مجلس الشعب، والقيادة عكفت على قراءته بشكل منهجي وأصدرت تعميماً خاصاً به، ويجب على فروع الحزب والمنظمات وضع خطط العمل الخاصة بها لتنفيذه، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من كل الاستحقاقات الانتخابية على صعيد الفروع والنقابات والمنظمات، والتي تمت بأجواء من الحرية والشفافية والديمقراطية، والتي امتاز بها الحزب عبر مسيرته النضالية، كذلك تم الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب، منوّها بأن عملية الاستئناس الحزبي، التي سبقت هذه الانتخابات، كانت خطوة مهمة جدا على صعيد العمل وخلقت حالة من الحراك الحزبي والشعبي، رغم بعض السلبيات التي رافقتها، ومردها لعدم قدرة البعض على التخلص من بعض الأمراض الاجتماعية وتغليب المصلحة الخاصة على العامة، لافتاً إلى أن القيادة درست ايجابيات وسلبيات هذا الاستئناس والسبل الكفيلة بإنجاحه مستقبلاً، وستقيم خلال الفترة القادمة والقريبة ندوات حوارية بعناوين عريضة على صعيد الفروع بالمحافظات حول هذا الموضوع، وستكون بإشراف أعضاء القيادة، ولن يتم فرض أو إملاء أي رأي أو طرح من قبل القيادة لتبنيه، بل ستترك حرية التعبير والرأي للرفاق، وستتم الاستفادة من نتائج هذه الندوات لتطوير هذه التجربة، منوهاً بأن الرفيق الأمين العام للحزب يؤكد دائماً على الحوار والنقاش للارتقاء بالأداء.
وأشار الرفيق الهلال إلى ضرورة اعتماد معايير وطرق جديدة لإجراء المقابلات الخاصة بنيل شرف العضوية العاملة لأن الطريقة المستخدمة أصبحت تقليدية ولا تحقق الهدف المرجو منها، وبالوقت ذاته تم منح العضوية لأعداء كبيرة أثرت سلباً على الحزب والأداء، داعياً الى ضرورة الاهتمام بموضوع التأهيل الفكري والثقافي للرفاق بحيث يكونوا أكثر قدرة على التواصل مع الغير وزيادة معارفهم وخبراتهم، منوها بالتطور الكبير في الإعلام الحزبي للوسائل التابعة للقيادة ودار البعث لجهة الأسلوب والخطاب واللغة والموضوعات المتناولة، والتي لم يتم تداولها من عدة عقود، وما تم طرحه عن الاستئناس الحزبي مؤخراً خير دليل على ذلك، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بموضوع التنسيب إلى صفوف الحزب بحيث يتم التركيز على النوع وليس على الكم لأن سياسة التنسيب الكمي أتت برفاق لا يؤمنون بالحزب ومبادئه وأصبحوا عبئاً عليه، منوهاً بأن ما تم تنسيبه خلال فترة الحرب مهم جدا لان هؤلاء الرفاق أتوا بملء إرادتهم ولقناعتهم بالحزب ومشروعه الوطني، وهؤلاء الرفاق يحملوننا مسؤولية تأهيلهم ومتابعة أوضاعهم، مشدداً على ضرورة تعزيز التواصل مع الرفاق والاستماع إلى همومهم ومشكلاتهم والمساعدة بحلها.
وأوضح الرفيق الأمين العام المساعد أن حزب البعث بنى خلال العقود الماضية مؤسسات وطنية حمت سورية، وعلى رأسها مؤسسة الجيش العربي السوري، وأن سر صموده وقوته مشروعه الوطني والقومي وجماهيريته الكبيرة، لافتا إلى ضرورة تعزيز دور الفرقة الحزبية كونها أساس العمل الحزبي وتأمين مستلزمات العمل وان تكون قيادتها تمتلك الخبرة والقدرة على العطاء، مشيراً إلى أن العمل الحزبي ليس عملا وظيفيا بل هو مهمة وطنية وثقة كبيرة، وبالتالي من ارتضى لنفسه تحمل هذه المهمة يجب أن يكون أهلا لذلك، مشددا على ضرورة الارتقاء بالعمل إلى تضحيات رجال الجيش وعطاءاتهم والاهتمام بموضوع أتمتة العمل الحزبي واتخاذ الإجراءات التنظيمية بحق المنقطعين.
وأكد الرفيق الهلال أن ما تتعرض له سورية من حصار اقتصادي هو امتداد للحزب الظالمة عليها منذ عشرة أعوام، وهو احد أشكال هذه الحرب، والهدف منها النيل من الانجازات العسكرية والسياسية التي تحققت خلال الفترة الماضية، وفرض شروط لم يستطيعوا تحقيقها خلال الحرب، منوها إلى أن هذا الحصار سيفشل أمام إصرار وإرادة الشعب وإيمانه بقيادته المتمثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد، متمنيا للرفاق النجاح في عملهم.
وأكد الرفيق ياسر الشوفي رئيس مكتب التنظيم والتربية المركزيين أهمية اجتماعات الهيئة والموضوعات التي تطرح فيها كونها تعني بالتنظيم وهو أساس العمل الحزبي، مشيرا إلى أن المكتب يتابع تفاصيل العمل بشكل يومي ويعمل على معالجة كل الصعوبات وهناك قرارات تطويرية تتخذ بشكل دائم من قبله أو من قبل القيادة، منوها إلى ضرورة أن يكون هناك معالجة يومية لأساسيات العمل، وان يكون اجتماع الهيئة مخصصا للقضايا المهمة التي تحتاج إلى قرار، منوها بضرورة تعزيز العمل المؤسساتي بحيث تأخذ كل مؤسسة الدور المناط بها لتحقيق التكاملية والتنظيم في العمل، وأضاف: يجب علينا خلال الفترة القادمة مضاعفة العمل لتجاوز الصعوبات وحالات الترهل في بعض الجوانب، واعتماد مبدأ الحوار والشفافية والنقد في العمل، وتعزيز الجانب الاجتماعي، وهو احد أهم سمات الحزب، مشيرا إلى ضرورة تقديم كل الآراء والمقترحات التطويرية القابلة للتنفيذ وان يكون هناك خصوصية لكل محافظة عند الطرح، داعياً الى ضرورة الاهتمام بالاجتماع الحزبي وتطويره وان يكون هناك حرية في اختيار الموضوعات التي تطرح فيه بحيث تكون ضمن اهتمامات الرفاق وتعالج مشكلاتهم.
ودعا الرفيق رئيس المكتب إلى ضرورة الاهتمام بعملية التنسيب بشكل مدروس بحيث يحقق الهدف من ذلك ومتابعة موضوع تثبيت العضوية وأوضاع الرفاق المنقطين وإجراء التبدلات الطارئة على ذاتيات الرفاق والاهتمام بالأتمتة، مبينا أن عدد الرفاق الذين تم تثبيت عضويتهم حتى تاريخه وصل إلى أكثر من 1.2 مليون رفيق ورفيقة وعدد الذين تم تنسيبهم هذا العام / 18428/ رفيقاً ورفيقة وعدد الشعب في فروع الحزب / 191 / شعبة والفرق/ 3529/ فرقة.
بعد ذلك قدم رؤساء المكاتب شرحا عن واقع العمل التنظيمي في محافظاتهم وظروف العمل والصعوبات التي تواجههم.