في اليوم الدولي لإحياء ذكرى تجارة الرقيق
ترجمة: هناء شروف
عن الاندبندنت
يحتفل العالم في 23 آب باليوم الدولي لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وإلغائها، وفي هذه المناسبة نتذكّر الوحشية التي تعرّضوا لها هم وملايين آخرون. علينا أن ننظر إلى الماضي والمستقبل، ففي مثل هذا اليوم من عام 1791 انتفض العبيد في هاييتي وجمهورية الدومينيكان ضد مالكي العبيد حتى أصبحت لحظة حاسمة لإلغاء تلك التجارة المروعة.
بعد أكثر من 200 عام، لا يزال يتعيّن على الناس النزول إلى الشوارع للاحتجاج على العنصرية والظلم، والتي نعرف أن بعضها ينبع من عدم الاعتراف الكامل بالتاريخ المروّع لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، الذي هو وصمة عار على المجتمع البريطاني إلى الآن.
ومن الجدير بالذكر أن البشرة السمراء على وجه التحديد هي التي حكمت على أجيال من الناس بفظاعة العبودية، ونظراً لأن الاحتجاجات اجتاحت البلاد، وكذلك وباء الفيروس التاجي، الذي سلّط الضوء على التفاوتات العرقية عبر المجتمع، فإن مصطلحات “السود والأقلية العرقية” و”السود والآسيويون والأقلية العرقية” على التوالي أصبحت تُستخدم أكثر وأكثر.
نحن بحاجة الآن للاعتراف بأن الاستخدام المتزايد لهذه المصطلحات يخفي الهويات العرقية والفردية والوقائع للأشخاص الذين تسعى هذه المصطلحات لتمثيلهم. باختصار، لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالوقوع في حالة الرضا عن النفس التي يكذبها هذا المصطلح الشامل “ليس البريطانيون البيض”.
تكمن مشكلة المصطلحين “السود والأقلية العرقية” و”السود والآسيويون والأقلية العرقية” في أننا نفقد على الفور القدرة على التمييز، وبالتالي نفهم الحقيقة لما يحدث لأولئك الذين ينتمون إلى أعراق مختلفة.
يمكن رؤية هذا بشكل أفضل من خلال الجائحة الحالية، والتي تسلّط الضوء على أنه من غير العملي وغير الدقيق تجميع جميع المجموعات العرقية في كتلة واحدة. نحن نعلم أن كوفيد 19 كان له تأثير غير متناسب بشكل كبير على الأشخاص من الأقليات العرقية، لكن الإحصاءات من أوائل هذا الصيف تظهر أن الأمر أكثر تعقيداً.
كان الخطر المتزايد للوفاة من هذا الفيروس للأشخاص من أصل عرقي أسود، من جميع الأعمار أكثر مرتين للذكور و1.4 مرة للإناث، مقارنة مع أولئك الذين ينتمون إلى خلفية عرقية بيضاء. كان الرجال من أصول عرقية بنغلاديشية وباكستانية وهندية أكثر عرضة لخطر الوفاة من الذكور البيض، بينما بالنسبة للإناث في بنغلاديش وباكستان والهند والصين ومجموعات عرقية مختلطة، كان خطر الوفاة فيما يتعلق بـ Covid-19 مكافئاً للإناث البيض.
سواء تمّ استخدام المصطلح إدارياً أم لا، فإن الهوية مهمّة: فنحن جميعاً أكثر من مجرد تسمية، ناهيك عن التسمية التي تجمع عن طيب خاطر الكثير من الأعراق والثقافات المختلفة تحت اختصار واحد من أربعة أحرف. إذا اختار المجتمع وصف الأشخاص “غير البيض” بالمصطلح نفسه المكوّن من أربعة أحرف، فإن هذا يرفض الاختلافات العرقية والثقافية والعرقية.
من المهمّ أن نتذكر أن وحشية تجارة الرقيق كانت موجودة وتمّ إلغاؤها، وكذلك علينا تعلم وفهم كيفية معاملة الناس بشكل مؤسّسي. وما لم نتعلم ونفهم تاريخنا الخاص، فلن نعرف أين نحتاج إلى القيام بعمل أفضل، وما الذي نحتاج إلى معالجته وكيفية تصحيح ذلك.
ولهذا السبب نحن بحاجة ماسة إلى إستراتيجية جديدة لمعالجة العنصرية البنيوية، ما نحتاجه هو إستراتيجية المساواة بين الأعراق، والتي تعالج بشكل منهجي العنصرية البنيوية، ولا يمكن أن يتحقّق هذا إلا من خلال فهم حقيقي وصادق ومتعمق. يجب أن تقلّل مثل هذه الإستراتيجية بشكل أساسي من التفاوتات العرقية الهيكلية التي يواجهها جميع السود والآسيويين والأقليات العرقية في أنحاء المملكة المتحدة، ويجب أن نسعى لتغيير الأنظمة والمؤسسات بشكل أساسي حيث توجد هذه التباينات.
كانت العبودية قادرة على الازدهار لقرون، لكن آثارها الرأسمالية أذكت وحشية العنصرية ضد السود، لذلك وبينما نحيي ذكرى أولئك الذين ذهبوا من قبل، يجب علينا تكريم ذكراهم من خلال رفض الأنظمة التي جعلت معاناتهم ممكنة.