فرنسا تحذّر أردوغان: المتوسط ليس ملعباً لطموحات البعض!
صعّد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أجواء التوتر مع دول الإتحاد الأوروبي حول ترسيم الحدود البحرية الغنية بالمحروقات، إذ ادّعى أن “بلاده عازمة على فعل كل ما يلزم للحصول على حقوقها في البحرين الأسود والمتوسط وبحر إيجه”، فيما أعلنت وزارة الدفاع اليونانية انطلاق عمليات مشتركة مع كل من قبرص وفرنسا وإيطاليا على السواحل القبرصية في شرق البحر المتوسط، ووفقاً لبيان وزارة الدفاع، فإن العمليات ستستمر حتى الجمعة.
وقالت الوزارة: “إنّ الدول الأربعة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتفقت على تعزيز التواجد البحري والجوي في شرق البحر المتوسط، من خلال مبادرتها الرباعية للتعاون من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام ولضمان حرية الملاحة”.
يأتي هذا في ظل تصاعد التوترات وسط إصرار نظام أردوغان على التنقيب في مناطق تابعة لليونان وقبرص في شرق البحر المتوسط.
وفي أول رد فعل على التصعيد التركي بصدد الأزمة في المتوسط، حذّرت فرنسا، النظام التركي من أن شرق المتوسط لا يمكن أن يشكل “ملعباً” لـ”طموحات” وطنية، في وقت لا يزال التوتر يتزايد بين أنقرة وأثينا حول عمليات التنقيب عن الغاز في هذه المنطقة، وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي: “إنّ شرق المتوسط يجب ألا يكون ملعباً لطموحات البعض.. إنه ملكية مشتركة”، في وقت ستُجري باريس وروما وأثينا ونيقوسيا تدريبات عسكرية مشتركة حتى الجمعة في هذه المنطقة.
وأضافت: “شرق المتوسط يتحوّل إلى مساحة توتر. احترام القانون الدولي يجب أن يكون القاعدة وليس الاستثناء”.
وتابعت: “رسالتنا بسيطة: الأولوية للحوار والتعاون والدبلوماسية كي يكون شرق المتوسط مساحة استقرار واحترام للقانون الدولي”.
وأوضحت أن فرنسا ستشارك في التدريبات المشتركة من خلال ثلاث طائرات من طراز “رافال” وفرقاطة ومروحية.
ونشرت باريس قبل ذلك بشكل مؤقت مقاتلتين من طراز “رافال” وسفينتين حربيتين في 13 آب في شرق المتوسط للمشاركة في تدريب مشترك مع البحرية اليونانية.
وبحسب وزارة الدفاع اليونانية، التي تعتبر نشر سفينة “عروج ريس” في بحر إيجه هو “انتهاك لسيادتها”، فإن هذه المبادرة الرباعية “ستساهم في تعزيز الوجود الجوي العسكري في المنطقة وهي مبنية على التفاهم المشترك والحوار والتعاون”.
وستكون أول مرحلة من هذه المبادرة المشتركة التي أُطلقت عليها تسمية “إيفنوميا” تركيز الوسائل الجوية والبحرية بالإضافة إلى قوات هذه الدول الأربع في جنوب شرق المتوسط.
واضافت أثينا في بيانها أن هذه التدريبات تُظهر “الالتزام الجماعي والكامل للدول الأوروبية الأربع في تطبيق قانون البحار وقانون استخدام المجاري المائية الدولية”.
ويندرج الخلاف اليوناني التركي على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الخميس والجمعة في برلين.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي لإبداء التضامن مع اليونان وقبرص في النزاع بشأن احتياطيات الغاز الطبيعي قبالة سواحل قبرص وامتداد الجرف القاري لهما، وحثّ على فرض المزيد من العقوبات على مستوى التكتل على الرغم من وجود خلافات داخل الاتحاد فيما يتعلق بهذا الشأن