محاذير صحية من المضادات الحيوية ومطالبات بالعودة إلى الطبيعة
دمشق – فداء شاهين
لم تعد قلّة فعالية الدواء السبب الوحيد في تطور الجراثيم والانتانات الفيروسية، بل هناك أسباب أخرى تتعلّق بلحوم الثروة الحيوانية التي تُعطى بعض أنواع الأدوية، مما يفرض على جميع الدول البحث عن أدوية جديدة تقضي على هذه الجراثيم، ولاسيما إذا علمنا أن الانتانات الأشد عناداً هي تلك الموجودة في المشافي!.
واعتبر الأستاذ الدكتور في الجامعات الخاصة عادل نوفل في تصريح لـ “البعث” أن المضادات الحيوية التي تُعطى للحيوانات من أجل حماية صحتها وبعض مواد التسمين تسبّبان في تعند الجراثيم، وعندما يأكل الناس من هذه اللحوم تنتقل آثار قليلة من المضادات الحيوية إلى جسم الإنسان، فتشكل عندئذ طفرة عند الجراثيم، وهذه الطفرة تؤدي مع الزمن إلى مقاومة الجرثومة، وبالتالي تشكل مشكلة كبيرة أمام المضادات الجرثومية للأدوية البشرية، لهذا السبب نحتاج إلى اكتشاف أدوية جديدة بشكل مستمر، فالجرثومة تعتاد على المضاد الحيوي وتدافع عن نفسها، حتى أن معظم الجراثيم أصبحت مقاومة للأدوية الحالية، لهذا نحن مضطرون سواء في الدول المتقدمة أو غيرها إلى التوصل إلى أدوية ومضادات حيوية جديدة، وإلا ستنتشر الانتانات في جميع المشافي وهنا تكمن الكارثة.
وبيّن نوفل أنه لا يوجد تعاون بين الدول العربية لاكتشاف مضادات جديدة، ولكن يمكن التعاون فيما بينها بالعودة إلى الطبيعة وصناعة الدواء من النباتات الطبيعية. أما عن قلّة فعالية الدواء فهناك مشكلتان، بأن المريض يأخذ دواء لا يستفيد منه فيقوم بشراء آخر، إضافة إلى أن الطبيب يقوم بوصف عدة مضادات حيوية للمريض من دون طلب تحليل زرع البول وبالتالي تصبح الجراثيم معندة، لذلك حرصت وزارة الصحة على معالجة مرضى السل من قبلها وعدم وصف الدواء، وهذا ما خفّف بشكل كبير من انتشار العصيات.
وأوضح مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور حسين السليمان لـ “البعث” أنه لا يُسمح أبداً باستخدام الأدوية لغرض تسمين الثروة الحيوانية، أما المضادات الحيوية فتستخدم من قبل الطبيب البيطري في حال تمّ تشخيص مرض معيّن ومن ثم علاجه من قبله، في حين يُسمح باستخدام الفيتامينات والأملاح فقط، علماً أن استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي ومواد التسمين الهرمونية يسبّبان في تطور الجراثيم.