دق ناقوس خطر الشح الزراعي!
حسن النابلسي
ينم التعاطي الحكومي والتجاري مع الفلاح على أنه الحلقة الأضعف، علماً أنه الحلقة الأقوى في سلسلة حلقات الإنتاج خصوصاً، والاقتصاد الكلي عموماً، فما ينتجه الفلاح يعد قوام الصناعة الغذائية، وما تزخر به أسواق الهال على مدى مواسم العام هو من إنتاجه، وأبعد من ذلك تشكل المنتجات الزراعية ما يزيد عن 65% من الصادرات!
رغم الإقرار المبطن بقيمة ما ينتجه الفلاح سواء من سماسرة أسواق الهال المدركين تماماً بأن ما يورده إليهم من محاصيل هو أساس عملهم التجاري، أم من الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة التي طالما اجتهدت خلال سنوات الأزمة باتجاه تأمين حاجة القطر من القمح، من خلال اعتمادها لأسعار تشجيعية لاستجرار المحصول، إلا أن الفلاح لا يزال يعاني الأمرين، ولاسيما لجهة ارتفاع مستلزمات الإنتاج، وعدم التسويق الأمثل لمحاصيله داخلياً وخارجياً!
ربما يحمّل البعض الفلاح مسؤولية عدم التزامه بالخطط الزراعية السنوية، وما ينجم عنها في كل موسم من خسارات وهدر بسبب تعديه على الخطة السنوية وزراعة ما يفيض عن حاجة السوق، ما يفضي بالنتيجة إلى البيع بأبخس الأسعار.. هذا إذا لم يترك المحصول في أرضه، كما حدث في سنوات سابقة لمحصول البندورة في سهل حوران، ووقع حينها الفلاح بخسارات من العيار الثقيل، أو أن يكون التعدي على الخطة بشكل عكسي من خلال تقليص المساحات المزروعة ما يتمخض عنه بالمحصلة تدني مستوى الإنتاج، وبالتالي ارتفاع أسعار الأخير لصالح تجار السوق بالدرجة الأولى!
مهما يكن الأمر، فإن المشهد العام لوضع الفلاح السوري يعكس واقعاً أليماً دفع العديد من الفلاحين لهجر أراضيهم، والبحث عن كار تجاري بحت ينقله من حال إلى حال، وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فلربما نشهد انحساراً ملحوظاً بالمنتجات الزراعية التي باتت بمنزلة المنقذ لنا نظراً لأسعارها المنخفضة نسبياً مقارنة مع نظيراتها غير المحكومة بسقف محدد من الأسعار.. ولنا في ما يعيشه قطاع الدواجن من أزمة غير مسبوقة من العبر ما يكفي لدق ناقوس خطر الشح الزراعي!
hasanla@yahoo.com