“الفن ينير الظلام “في ثقافي كفرسوسة
أقامت جمعية شموع السلام في المركز الثقافي العربي في كفرسوسة معرضها التشكيلي الجديد بعنوان: “الفن ينير الظلام” بمشاركة 20 فنانا وفنانة بأعمالهم التشكيلية التي تنوعت بين رسم البورتريه والطبيعة الصامتة وبعض محاولات الأعمال التطبيقية والزخرفية والخطية الحروفية، وسبق أن أقامت الجمعية عدة معارض في السنوات الماضية حيث حرصت إدارتها على جمع أكبر عدد من الفنانين للمشاركة في معارضها، وقد وصل عدد المشاركين في أحد المعارض إلى 65 مشاركا قدموا معرضا متميزا بأعماله النحتية والتشكيلية، إلا أن أنشطة الجمعية بدأت بالتراجع على مستويات الكم والنوع فقد قل عدد المشاركين وانخفضت السوية الفنية أيضا باستثناء عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من التجارب، علما بأن للجمعية نشاطا دعائيا واضحا على مواقع التواصل الاجتماعي يوحي للمتابع بأن هناك ما هو مهم ويستحق المتابعة، إلا أن هذا المعرض المتواضع والذي أتبع بندوة نقدية لا مبرر لها بعد يوم الافتتاح بيوم جعل من السؤال مشروعا حول القيمة الثقافية وعن الإضافة التي قدمتها هذه الأنشطة على الحياة التشكيلية تحديدا على مستوى النوع، فأعمال المعرض في أغلبها لا تتعدى مستوى محاولات الرسم المتواضعة التي لا ترقى لمستوى اللوحة ولا نغفل هنا بعض الأعمال الحقيقية التي تتمتع بالشخصية التشكيلية والبحثية، وهذا الخليط دليل واضح على غياب البيان الجمالي أو عدم وجود تصور للقضية الفنية التي يجتمع عليها أعضاء الجمعية، لكن قد يتضح النشاط الفني والاجتماعي غاية بحد ذاته، ولا بد من الإشارة بإيجابية أن هذه الأنشطة لا يمكن أن تحسب إلا بحساب اليوميات الموازية لحياة تشغلها متطلبات العيش أكثر مما يحتمل.
تحدث في الندوة الفنان الدكتور فؤاد طوبال عن اللوحات متناولا كل لوحة بالتوصيف والتوجيه راسما معالم الوصاية المحببة على أصحابها وموجها ملاحظاته المدرسية ومشيدا ببعض المحاولات الطيبة هنا وهناك، إلا أن الإعلامي علام عبد الهادي الذي قدم في مداخلته أفكارا كثيرة لا تخلو من فائدة حيث ربط الإبداع بالفكرة والقضية التي يجب أن تتوفر في اللوحة موصيا بتتبع الأيديولوجيا الخاصة لكل فنان، متمنيا من المشاركين الابتعاد عن الواقعية في الأسلوب وطرق الاتجاهات الأكثر تعبيرية ومغامرة متوسعا في طرحه هذا نحو التشكيل السوري عموما واصفا إياه بالمراوحة والخجل بالقياس مع واقع ما حصل مع سورية من حرب فرضت معطيات ومتطلبات جديدة على الفنان.
في النهاية تحسب لجمعية شموع السلام دأبها الجاد لتطوير حضورها الفني من خلال تطوير تجارب بعض أعضائها من خلال إشراكهم في المعارض الجماعية ومنحهم فرص العرض والتلقي الرافد لهم من أفكار تشكيلية جديدة تغني جهودهم وتضيف في الحراك التشكيلي السوري.
أكسم طلاع