طاولة حلب تأمل باستعادة الألق
لا يستطيع أحد أن ينكر ما قدّمته حلب للرياضة السورية في جميع الألعاب، ومنها على وجه الخصوص لعبة كرة الطاولة التي حفرت اسمها بحروف من ذهب وخرّجت العديد من اللاعبين الذين وصلوا للمنتخبات الوطنية بمختلف الفئات، وحققوا الميداليات للعبة خارجياً، حتى أن أندية المحافظة سيطرت فيما مضى على بطولات الدوري لسنوات طويلة ولاسيما في فئة الذكور، لكن اللعبة وخلال الأزمة شهدت تراجعاً رهيباً وهجرة للكوادر باستثناء القلة.
وللوقوف على واقع اللعبة، قال رئيس اللجنة الفنية لكرة الطاولة في حلب جمال ريشي لــ”البعث”: بداية لا بد من الإشارة إلى أن اللعبة فقدت بريقها عما كانت عليه في العقد الماضي، وكان للأندية في المحافظة دور كبير في تطورها من خلال تقديم الدعم لها، الأمر الذي أوصلها إلى منصات التتويج محلياً، لكن نجمها بدأ يأفل تدريجياً بسبب سيطرة لعبتي كرة القدم والسلة على معظم إيرادات الأندية، مع العلم أن تكلفة اللعبة في أي نادٍ لا تتجاوز ما يتمّ صرفه على لاعب من لعبتي (القدم والسلة)، كما تجاهلت الأندية الكبيرة اللعبة مثل نادي الاتحاد أحد أهم معاقلها في حلب الذي عمد إلى حذف اللعبة من قائمة ألعابه، وكذلك الأمر بالنسبة لنادي الجلاء (أحد أهم أبطالها محلياً)، وحالياً تمارس اللعبة فقط في ناديي السكك والحرية الذي يبدو في طريقه لإنهاء اللعبة بعد أن “طفش” اللاعبون، حيث قام باستثمار الصالة الخاصة باللعبة، حارماً أبطالها من التدريب، وعلى العكس نجد أن اللعبة في باقي المحافظات زاد الاهتمام بطاولتها، مثل أندية المحافظة والشرطة المركزي في دمشق، وأندية طرطوس واللاذقية وحماة التي ساهمت في تطور اللعبة بشكل مطرد.
وأضاف ريشي: اللعبة في حلب تعاني من تهميش كافة المفاصل، ومنها مديرية التربية في المحافظة، التي عمدت إلى إغلاق الصالتين المخصّصتين للعبة ضمن صالة الأسد (التي تتبع إدارياً للتربية)، ولم تسمح للاعبين في الأندية بالتدرّب بحجة أن الصالة تمّ تحويلها لتصحيح الأوراق الامتحانية، وهي حجج واهية، فهناك أماكن أخرى تتبع للمديرية ويمكن العمل فيها، وكنت أتمنى من القيادة الرياضية في المحافظة التدخل لحلّ هذه المشكلة كي يبقى اللاعبون في جو التدريبات، مع الإشارة إلى أن التدريبات تسير وفق الإجراءات الصحية المتبعة من أجل التفادي والابتعاد عن الإصابة بفيروس كورونا.
وتمنّى ريشي في نهاية حديثه إعادة اللعبة إلى سابق عهدها، وأن يعود الاهتمام بها من قبل ناديي الاتحاد والجلاء، وأن تتدخل القيادة الرياضية الحالية لإعادة الصالة لأبناء اللعبة.
عماد درويش