أخبارسلايد الجريدةصحيفة البعث

الاتحاد الأوروبي يتوعّد بمعاقبة النظام التركي

يضيق الخناق تدريجياً على نظام أردوغان المصر على انتهاك القوانين الدولية فيما يتعلق بعمليات التنقيب غير المشروعة شرق المتوسط، فقد أعلن جوسيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن التكتل يعد عقوبات ضد النظام التركي يمكن مناقشتها في قمته القادمة الشهر المقبل.

ودعت اليونان وقبرص الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ناتو الخميس إلى عدم التسامح مع أعمال النظام التركي العدوانية التي تزعزع الاستقرار في المنطقة.

وقال بوريل في تصريح: “هذه الإجراءات يمكن أن تشمل الأفراد أو السفن أو استخدام الموانئ الأوروبية”، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي سيركز على كل ما يتعلق بالأعمال “التي يعتبرها غير قانونية”.

وأوضح بوريل أن وزراء خارجية التكتل الأوروبي المجتمعين في برلين اتفقوا على أنه في غياب التقدم من جانب النظام التركي لخفض التوتر مع اليونان وقبرص شرق المتوسط قد نضع قائمة بمزيد من الإجراءات يتوقع مناقشتها خلال قمة في بروكسل من المقرر عقدها في الـ24 من أيلول المقبل.

يشار إلى أن النظام التركي مدد الخميس مهمة إحدى سفنه للتنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، وأعلن عن تدريبات بحرية جديدة في استمرار لممارساته العدائية والاستفزازية، التي لاقت استنكاراً وشجباً دوليين ولا سيما من قبل اليونان.

ورحّبت أثينا بتطورات الجمعة، إذ قال وزير خارجيتها نيكوس دندياس لوسائل إعلام يونانية “أعتقد أن الجانب اليوناني حصل على ما بإمكانه الحصول عليه عقوبات محتملة في حال لم تختر تركيا خفض التصعيد ولم تعد إلى الحوار”، وأضاف “آمل بأن تعود تركيا إلى صوابها وتتوقف عن الاستفزازات وعن الأعمال التعسفية وانتهاك القانون الدولي”.

وصادق البرلمان اليوناني الخميس على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع مصر حيث تم التصديق على الاتفاقية بتأييد أغلبية النواب في البرلمان. وتم التوصل للاتفاق بين البلدين هذا الشهر، وصادق عليه بالفعل البرلمان المصري.

داخلياً، استخدمت شرطة النظــام الــتــركي الغاز المسيل للدموع وطاردت مئات المشيعين أثناء مراسم دفن محامية توفيت في أحد سجون هذا النظام بعد إضــراب طويل عن الطعام دام 238 يوماً احتجاجاً على الحكم الجائر بإدانتها بتهم مزعومة بالإرهــاب.

وذكرت وكالة فرانس برس أن شرطة النــظام التــركي أطلقت الغاز المسيل للدموع فيما كانت أسرة وأصدقاء المحامية الراحلة إيبرو تيمتيك يقتربون من مقبرة في شمال اسطنبول بينما هتف المشيعون “الدولة القاتــلة مسؤولة” بعد أن وضعوا رداء المحاماة الخاص بها وزهورا على قبرها.

وهددت شــرطة اردوغــان بمهاجمة المشيعين وطاردتهم بعد مراسم الدفن واعتقلت صبياً صغيراً.

وقال أصدقاء تيمتيك “42 عاما” إنها كانت تزن 30 كيلوغراما فقط وقت وفاتها مساء أمس ما أثار تنديدا كبيرا من أحزاب المعــارضة في تــركيا وروابط المحاماة الدولية والاتحاد الأوروبي.

من جهته أشار المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو إلى أن وفاة تيمتيك تكشف “أوجه القصور الخطيرة في النــظام القضائي التــركي” مضيفاً إن “إضرابها عن الطعام للحصول على محاكمة عادلة ونتيجته المأساوية توضح بألم حاجة السلطات التــركية العاجلة لمعالجة وضع حقوق الإنسان في البلاد”.

وكانت تيمتيك المحكوم عليها بالسجن أكثر من 13 عاما وزميلها أيتاج أونسال دخلا في إضراب عن الطعام في نيسان الماضي “لدعم مطلبهما بمحاكمات عادلة وتطبيق العدالة في تــركيا.

وليست هذه المرة الأولى التي يدخل فيها معــارضون أتراك معركة الأمعاء الخاوية في مواجهة ممارسات النــظام التــركي القمعية حيث أعلن نحو ثلاثة آلاف سجين إضراباً عن الطعام تضامناً مع البرلمانية ليلى غوفن التي كانت أعلنت الإضراب عن الطعام في تشرين الثاني 2018 للاحتجاج على سياسات هذا النظــام.

وفى نيسان الماضي توفيت المغنية التــركية هيلين بولاك بعد إضراب عن الطعام استمر نحو 300 يوم ضمن معركة الأمعاء الخاوية التي أعلنتها مع زميلها في فرقة يوروم الموسيقية المعارضة للنــظام التــركي إبراهيم غوكتشك احتجاجا على سياسات نظــام أردوغــان القمعية.