الأسـهم العـالميـة تبـدأ مـوسـم الخـريـف بزخـم قـوي
وضعت الأسهم العالمية قدمها مع بداية موسم الخريف على مسار الأمان والزخم القوي، بعد أسبوع نشط عوضت فيه مؤشرات وول ستريت خسائر عام 2020، وعادت لتسجيل الأرقام القياسية اليومية من جديد. يمكن القول إن تبعات الإغلاق التي فرضها «كوفيد-19» حتى الآن، قد صارت من الماضي بالنسبة لمؤشر «إس أند بي 500» على الأقل، بعد أن بلغت مكاسبه هذا العام حتى إغلاق يوم الجمعة 8% مسجلاً أفضل أداء لشهر آب منذ 36 عاماً، بينما استعاد مؤشر داو جونز أرقامه القياسية التي سجلها في شباط عندما تجاوز حاجز 28 ألف نقطة، ودخل النطاق الإيجابي على أساس سنوي معوضاً خسائره ومرتفعاً بنسبة 0.4% بدفع الأداء الإيجابي للشركات الصناعية خاصة داو كيميكالز التي ارتفعت أسهمها يوم الجمعة فقط بنسبة 3.7%.
وكان لافتاً فك الارتباط النسبي بين أداء الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الماضي والأسهم الآسيوية؛ حيث بلغ متوسط مكاسب وول ستريت 3%، بينما تراجعت الأسهم الآسيوية يتقدمها مؤشر نيكي في طوكيو الذي تراجع حزناً على استقالة رئيس الوزراء شينزو آبي المريض. وكانت الأسهم العالمية تراهن منذ بداية الأسبوع على ما يصدر عن جيرومي باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الاجتماع السنوي لمحافظي البنوك المركزية في جاكسون هول.
وقد أكد باول استمرار سياسات خفض الفائدة وتحفيز الاقتصاد ومنح التضخم فرصة للارتفاع الحر حسب مقتضيات الحال خلال الفترة المقبلة، وهو بالضبط ما كانت تتمناه قوى السوق. وقد شهدت حركة التداولات نشاطاً ملحوظاً يوم الجمعة في وول ستريت منح المؤشرات زخماً قوياً لتنهي الأسبوع على مكاسب قياسية، أما في أوروبا فقد جاء رد الفعل على كلام باول عكسياً؛ حيث تراجعت المؤشرات إلى النطاق الأحمر، وسط توقعات بنزيف الاستثمارات نحو الضفة الغربية من الأطلسي.
وقد تصدر قائمة الرابحين في تداولات الأيام الخمسة مؤشر ناسداك، مستفيداً من أخبار تجزئة أسهم شركات التقنية خاصة «تيسلا» و«أبل»، وسط تقارير تفيد بأن القيمة السوقية لشركات التقنية الأمريكية تجاوزت القيمة السوقية لمجمل أسواق الأسهم الأوروبية، وانتهى أسبوع ناسداك على مكاسب بنسبة 3.39% مستقراً عند 11,695.63 نقطة، وحقق مؤشر «إس أند بي 500» مكاسب مماثلة وسط البيئة الإيجابية السائدة؛ حيث أنهى الأسبوع على 11,695.63 نقطة بزيادة 3.28%، أما مؤشر داو جونز فعزز مواقعه الجديدة فوق 28 ألف نقطة عندما حصل على دفع قوي من أداء أسهم بعض الشركات الصناعية، ليستقر عند 28,653.87 نقطة بمكاسب أسبوعية بلغت 2.95%. وتقدم قائمة الخاسرين مؤشر هونج كونج الذي فقد 1.23% ملتزماً مساره الهبوطي الذي بدأه مع الاضطرابات السياسية التي تشهدها الجزيرة، وقد استقر المؤشر عند 25,422.06 نقطة مساء الجمعة، كما سجل مؤشر فاينانشل تايمز في لندن تراجعاً جديداً وسط غياب محفزات التداول، مع استمرار ورود الأخبار غير المشجعة حول الاقتصاد البريطاني، وارتفاع حجم مديونية الحكومة، وقد خسر المؤشر 0.64% واستقر على 5,963.57 نقطة بنهاية أيام التداول الخمسة.