دعاية مفضوحة لاتحاد القوى
لم يكن مفاجئاً أن يستغل اتحاد ألعاب القوى التجارب التي أجراها بطلنا العالمي مجد الدين غزال في ملعب تشرين قبل يومين لتبيض صفحته ومحاولة كسب تعاطف القيادة الرياضية التي حضرت التجارب لتشجيع الإشراقة الوحيدة لرياضتنا على الصعيد العالمي.
فلأول مرة منذ سنوات طويلة يكون رئيس اتحاد ألعاب القوى وأعضاء اتحاده مواكبين لتحضيرات الغزال وهم الذين كانوا دائماً يحاولون افتعال المشاكل معه، حتى وصل الأمر به للسفر خلف مدربه إلى سلطنة عمان هرباً من ضغوطات الاتحاد والتفرغ للاستعداد الجدي والذي أعطى نتائج مميزة في كبرى الأحداث العالمية.
ولعل كلام رئيس الاتحاد الرياضي العام وتأكيده المستمر أن الأولوية هي استعادة حقوق الأبطال كان له الفضل الأكبر في تغيير بوصلة الاتحاد ورئيسه الذي كان يتفنن أمام زواره بذكر مساوئ الغزال ويتباهى بحجم الدعم الذي قدمه له متناسياً أن هذا هو واجبه الطبيعي.
الحركة التي قام بها الاتحاد، وإن كانت ذكية من حيث الشكل إلا أنها كانت مفضوحة من ناحية المضمون، فمن المؤكد أن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي واع لأسباب هذه المحبة المفاجئة للاعب كان الخصم اللدود حتى فترة قريبة، ومتنبه إلى أن الخلافات لا تزال قائمة ولم تحل.
وبعيداً عن تجارب الغزال ونجاحه في تحقيق رقم مميز فيها، فإن اتحاد ألعاب القوى بلغة المنطق يجب أن تصله رياح التغيير المنتظر، حيث فشل في بناء قواعد للعبة ولم يستطع على مر سنوات تخريج بطل أو بطلة في أي اختصاص مكتفياً بحجة العناية بالفئات العمرية والعمل على المدى الطويل.
على العموم، أم الألعاب كانت ومازالت هي الحامل الحقيقي لرياضتنا خارجياً لكن مستقبلها لا يبدو مبشراً في ضوء سوء الإدارة وإبعاد الأبطال، ومسؤولية إنقاذها لا تتوقف عند حدود تغيير الأشخاص فقط بل تتعداه لاستعادة كل الخبرات والعمل بعيداً عن المزاجية والأهواء الشخصية.
مؤيد البش