جامعة طرطوس على المحك…؟!
هل ثمة ما يجمع بين تأخر إنجاز مباني جامعة طرطوس والسكن الجامعي التي لا تزال لتاريخه تحافظ على “صفر” إنجاز…!!!
وما كشف عنه تقرير الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش الأخير حول مخالفات عقد ترميم تجمع المعاهد الذي يعود لعام 2017 الذي أعفى فيه عدداً من موظفي الجامعة وإدارييها المفصليين…!!!
وملابسات مسابقة تعيين أعضاء هيئة فنية في جامعة طرطوس التي ألغيت بقرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على خلفية كم الاعتراضات والشكاوى التي وصلت أسماعه…!!!
والضجة الهائلة التي طالت وتطال أداء رئاسة جامعة طرطوس على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأحاديث العلنية وداخل الغرف المغلقة التي يتداولها الناس على اختلاف سوياتهم واهتماماتهم…!!!
وتوجيه اتهامات بتقديم تسهيلات لمقربين ومدللين من رئاسة الجامعة بتهيئة الظروف وتوليف المعطيات بما ينسجم مع الشروط الواجب توفرها للحصول على درجة “الأستذة” الجامعية…إلخ!!؟
تُرى ألا يستدعي ما جرى ويجري من أحداث تطال صرحاً علمياً رفيعاً بهذا الحجم يفترض أن يكون بمنأى عن أي شبهة وهكذا تداولات مهينة موقفاً رسمياً حيادياً شفافاً وصريحاً ينفي أو يؤكد ما يحكى ويشاع فكيف أمام كم من الشبهات الًمثارة يتتالى ويتكرر تناقلها وتداولها…؟
لقد كان لصدور تقرير الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش الوارد إلى الجامعة بتاريخ 14\6\2020 الذي أكد وجود مخالفات في عقد ترميم تجمع المعاهد في خربة المعزة الذي يضم المعهد التقاني الزراعي والطاقة الشمسية والنقل البحري وإعفاء مدير الشؤون الهندسية من مهامه ورئيس دائرة الموارد الذاتية بالجامعة بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير -إن صح القول- لأنه أكد بفم الرقيب هذه المرة وليس غيره أن خللاً ما يكتنف عقد ترميم المعاهد فهل سيكون الحال ذاته لو توسع البيكار قليلاً…؟!
وليس بعيداً عن تقرير التفتيش فقد أتى إلغاء وزير التعليم العالي والبحث العلمي لمسابقة الجامعة المعلن عنها بالقرار رقم 3261 تاريخ 13\11\2019 لتعيين أعضاء هيئة فنية بجامعة طرطوس بعد اكتشاف أخطاء من قبل لجنة استلام أوراق المتقدمين على خلفية الاعتراضات التي تقدم بها البعض للجامعة والوزارة معاً فقامت الوزارة بتشكيل لجنة للتدقيق في اختصاصات المسابقة والإجراءات التي تمت حتى إعلان النتائج , ليتبين عدم وجود وثيقة بيان وضع تجنيدي لعدد من المتقدمين الذكور ووجود أشقاء بين المتقدمين وإدراج اختصاصات دقيقة لا تتناسب مع توجيهات الوزارة التي تدعو إلى إدراج اختصاصات عامة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المتقدمين لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص…
على ضوء هذه المعطيات ألغى وزير التعليم العالي المسابقة وطلب تحديد الأشخاص المتسببين بالأخطاء ومعاقبتهم والإعلان عن مسابقة جديدة خلال شهرين بعد أخذ ملاحظات اللجنة بعين الاعتبار…
لقد باتت جامعة طرطوس اليوم – هذه الجامعة الوليدة – تحت الأضواء الكاشفة ما يتطلب إعادة تقييم شاملة لاتخاذ معالجات سريعة تلجم استهداف صرح علمي بهذا الحجم وتقوّم اعوجاج الأداء الملتبس إن ثبت وتعيد حقوق الشاكين وتعاقب المتورطين والمسيئين وتحرك عجلة البناء الجامعي المتعثر في أيام السلم والحرب على السواء حتى باتت سمعة جامعتنا على المحك…!!!؟
ومن المفيد في هذه العجالة أن يكون معلوماً أن عدد طلبة جامعة طرطوس بلغ لتاريخه 55373 طالباً وطالبة بين درجة الإجازة الجامعية والتعليم المفتوح والدراسات العليا تخرج منهم 14888 طالباً وطالبة بين إجازة متنوعة وتعليم فتوح ودراسات عليا وعدد أساتذتها 196 مدرس بينهم 46 أستاذ مساعد و37 بمرتبة أستاذ وعدد أعضاء الهيئة الفنية “قائم بالأعمال” 163 عضواً إضافة إلى 130معيد وعدد العاملين الإداريين من كل الفئات 1305 موظفاً…
ألا يعني ما سبق ذكره أن هذه الأرقام تدل أن محافظة طرطوس كانت على الدوام ولسنوات طويلة محافظة منتجة للطاقات والعقول العلمية الشابة على صعيدي طلبة الجامعات وأساتذتها حتى غدت ولا تزال خزاناً معرفياً وعلمياً عالي المستوى يصدر الآلاف من الطلبة والأساتذة لجامعات القطر العامة والخاصة وخارج القطر…
أتراها تلك الأرقام هي الضريبة التي تدفعها الأجيال تعثراً في الإنجاز وتباطؤاً في تقديم الدعم ونوعاً من أنواع وضع العصي في العجلات الأمر الذي يطرح سؤالاً مفاده :
ألا تستحق جامعة تشاد على مساحة أكثر من سبعين هكتار تشكيل لجنة إنجاز عليا تتخطى الروتين والأنظمة والقوانين المرعية على غرار لجنة إنجاز جامعة تشرين تعمل على تسريع وتنظيم وترتيب الأولويات وفق أجندة الإمكانات والضرورات لأنه من غير المقبول أبداً أن لا تتجاوز نسبة الأعمال المنفذة بعد كل هذه السنوات في مبنى كلية الهندسة التقنية – وهو أول المباني – حدود الـ20% مع بعض أعمال البنية التحتية في موقع مشروع الجامعة يقال أنها باتت بحاجة لصيانة قبل أن يتم استخدامها…!؟
وائل علي