فاطمة غيبور: أتمنى أن يكون شعري مرآة حقيقية للواقع
حماة- أمين كوسى:
شاعرة واعدة تسامى أدبها على التصنّع، وانساب معبراً عن صدق وطنيتها وحبها الواثق لبلادها، تلحق بسرعة قافلة الأدباء والشعراء الذين اشتهرت بهم مدينة سلمية بمحافظة حماة، والتي غنّتها الشاعرة فاطمة غيبور في ديوانها “صرخة مقاوم”. حصلت على المركز الثاني في الوطن العربي بين شاعرات الشعر المحكي، كتبت للأطفال الأغاني والأناشيد، وديوانها للأطفال “حروف وأغان” يضمّ أغاني تعلم الأطفال الحروف بطريقة سلسة ومشوقة.
“البعث” التقت الشاعرة لإلقاء الضوء على جوانب من حياتها فكان هذا الحوار:
* في البداية كيف تقدم الشاعرة فاطمة غيبور نفسها إلى القراء؟.
** أنا لست سوى شجرة شربت من ينابيع سورية الصافية، حاولت الرياح العاتية اقتلاعي ففشلت وزادتني قوة، وصقلت جذوري وأغصاني، فامتدت ظلالي ترسم الزمن المرّ.. تحديتُ الصعاب والريح، ولن يكون الليل الأشد حلكة سوى مرحلة قبيل بزوغ الفجر، طرز الشوك طريقي فحملت رسالة إلى العالم هي نشر الياسمين على ضفاف نسيها المطر.
* لماذا تكتبين الشعر؟.
** سأجيبك بهذه الأبيات:
لا تظنوا أن شعري/ جاء من وحي ابتسامي
إنني عشت طويلاً/ جذوة تحت الركام
قد أكلت الخبز جمراً/ ألهب الجمر عظامي
وشربت القهر خمراً/ أسكر القهر كلامي
كلما زدت احتراقاً/ ولد الفجر أمامي.
* تحملين إجازة في التاريخ، وعملت في الحقل التربوي كيف تعاملت مع تلاميذك؟.
** لم أكن معلمة ومدرّسة فقط، بل كانت تربطني مع تلاميذي علاقة تتميّز بالانسجام الرائع، ربطني بهم جسر من الحنان والمودة والاحترام المتبادل، فكانوا أولادي بحق، وعند دخولي إلى المدرسة تقابلني أسراب العصافير من التلاميذ فأطير فرحاً.
* بمن تأثرت الشاعرة غيبور من الشعراء؟.
** في الحقيقة منذ نعومة أظافري أستمع للشاعر العربي الكبير والأديب محمد الماغوط، وأنا أفخر أنه من بلدتي سلمية، ومعجبة بالشعراء محمود درويش ومظفر النواب وعبد الرزاق عبد الواحد، وبالطبع شاعر الياسمين الدمشقي نزار قباني.
* ما هو الجديد لديك؟.
** ما دمنا في دائرة الألم والمعاناة، وما دام وطني جريحاً يئنّ تحت ضربات لا ينتهي مدّها، الكتابة مستمرة.. أما الجديد لديّ فهو ديوان شعر فصيح بعنوان “حزن الأقحوان”، ومجموعة أناشيد متنوعة للأطفال.
* هل من كلمة أخيرة لك؟.
** أتمنى أن يكون شعري مرآة حقيقية للواقع مطرزة بأحلام الغد الأفضل، وما دام فينا نبض قلب ستبقى الكلمات فوق سطوري تعبّر عن آلامي وآلام بلدي، علماً أنني وبكل فخر حصلت على عدد كبير من الأوسمة وشهادات التقدير من جهات متنوعة في سورية، وأتمنى أن يساعدنا الله والظروف على المضي قدماً في سبيل تحقيق الهدف الذي خُلقنا من أجله في هذه الدنيا، فلن أكون مجرد رقم على هذه الأرض.. أتمنى أن يتلاشى الألم الكامن في أعماقنا وأن يعود الأمن والأمان، ولن تكون سورية إلا القلب الذي يتوسط صدري ويسري حبها في دمي، حمى الله سورية، منها أبتدئ في الإبحار وعند شواطئها آخر مدّ وجزر لي.