إطفاء طرطوس.. مهام متنوعة وجاهزية عالية ومطالب بزيادة الملاك العددي والآليات
يضبطون أعمالهم على رنّة هاتف، ويتسابقون لتنفيذ مهامهم الجسيمة والخطرة بروح وطنية عالية وشعور كبير بالمسؤولية.. إنهم جنود فوج إطفاء طرطوس الذي يقوم بإخماد جميع الحرائق التي تحصل ضمن المحافظة وفي المحافظات الأخرى عند طلب المؤازرة، كما يقوم الفوج بأعمال الإنقاذ البحري خلال الموسم السياحي والذي يمتد من 1/6 وحتى 1/11 موزعين على نقطتين أساسيتين، الأولى في منطقة المارينا والثانية في بصيرة، حيث تقوم تلك المفارز بالتدخل لتقديم المساعدة للمواطنين وانتشال الغرقى من البحر، كما يقوم عناصر الفوج بأعمال سحب المياه من الملاجئ، والتدخل في حوادث السير وتقديم العون والمساعدة للمواطنين العالقين ضمن السيارات في حالات الحوادث.
حماية الممتلكات العامة والخاصة
وللوقوف على واقع العمل في فوج إطفاء طرطوس، التقت “البعث” العقيد سمير شما قائد الفوج الذي أكد أهمية وخطورة عمل رجال الإطفاء في كل المواسم وعلى مدار العام وفي أي وقت ولحظة، وذلك لتخفيف خسائر المواطنين وإنقاذ أرواحهم وحماية الممتلكات العامة والخاصة، حيث يتعرّض رجال الإطفاء لمخاطر كبيرة من حيث خطورة العمل الذي يهدّد حياتهم اليومية وفي كل مهمة، إضافة إلى الأضرار الصحية الناجمة عن طبيعة العمل. وهنا يوضح شما أن رجال الإطفاء معرّضون لحوادث سيارات أو حصول أذية جسدية أثناء تنفيذ العمل بسرعة كبيرة كحالات الاختناق أو انهيار سقف ما.
جاهزية تامة
ويتوجّب على فوج الإطفاء رفع جاهزية الأفواج للتصدي لأي حريق أو غريق، فمن ناحية الجاهزية يؤكد قائد الفوج على جاهزية الآلات والمعدات اللازمة للعمل بشكل دائم، كما يتمّ إصلاح أي عطل طارئ أو غيره لحظة حدوثه لضمان استمرارية العمل، أما بخصوص العناصر فيتمّ استنفار الفوج بالكامل وتخفيف الإجازات إلا للحالات الاضطرارية، وإبلاغ العناصر بضرورة الالتحاق بالفوج عند حدوث أي كارثة. أما في مجال الإنقاذ البحري فإن طواقم الإنقاذ مستنفرة على البحر وجاهزة لتلقي أي نداء استغاثة لتقديم المساعدة للجهة الطالبة.
مهام متعددة
وحول المهام التي نفذها الفوج خلال العام الحالي، قال شما: قام الفوج بتنفيذ 801 مهمة حتى تاريخه مع الوحدات الإدارية، تنوّعت بين مهام حرائق منازل وأعشاب وحرائق قمامة وحوادث سير، إضافة إلى الإنقاذ البحري وتوقف مصاعد وحالات سحب المياه، مبيناً حدوث ثلاث حالات غرق، كما تمّ تقديم المساعدة لأكثر من عشرة مواطنين مرتادين للبحر، مشيراً إلى قيام الفوج خلال السنوات السابقة بمؤازرة محافظات حمص وحماة والقرداحة بأعمال إخماد الحرائق، ونفذ العام الماضي 1431 مهمة وسجلت منطقة أبو عفصة “كمساحة” أكبر حريق أعشاب ولم يخلف أضراراً.
سبعة مراكز داعمة
وأشار قائد الفوج إلى وجود سبعة مراكز إطفاء على مستوى المحافظة تتبع للوحدات الإدارية، أول مركز في الصفصافة والثاني في صافيتا ومركز في الدريكيش وآخر في مشتى الحلو وفي الشيخ بدر، إضافة إلى مركز في بانياس وآخر في حمين، تلك المراكز مجهزة بالكامل وتساهم بشكل كبير في الحفاظ على ممتلكات المواطنين عند الطلب والحاجة.
اكتساب الخبرات
وبالانتقال للحديث عن العاملين والدورات التدريبية التي تُجرى لهم ومدى أهميتها، يلفت شما إلى قيام وزارة الإدارة المحلية بشكل سنوي بدورة تدريبية لتدريب آمري زمر في دمشق أو حلب، كما تُجرى دورات غطس سنوية لتأهيل المنقذين البحريين، وتكمن أهمية تلك الدورات، حسب قائد الفوج، في إكساب الجنود الخبرات من باقي الأفواج من خلال الأعمال المنفذة على الأرض والأعمال التدريبية، ما يؤدي إلى رفع مستوى العناصر من ناحية منفذ المهام، ونقوم في الفوج بتقييم الأعمال التي تتمّ ونستفيد من الحالات الإيجابية ومعالجة ما لوحظ من أمور سلبية.
حقوق مشروعة
ومع حجم الأعمال الملقاة على عاتق عناصر الفوج نتساءل: هل حقوقهم داخل دائرة الاهتمام بالشكل الأمثل؟ وهل يحظون باهتمام ورعاية تؤمّن لهم كافة المستلزمات والمعدات اللازمة والمطلوبة في مهامهم “الشاقة”؟. يؤكد شما أنه ومن ناحية العتاد والمعدات لا يوجد أي تقصير بتأمينها، ومن ناحية حقوق العناصر فإنهم يحصلون على حقوقهم كما وردت في القانون باستثناء ما يخصّ الكساء العمالي فإن اعتماداته شبه معدومة!، مطالباً باسم العناصر برفع طبيعة العمل البالغة 300 ليرة، ورفع طبيعة المهام الخطرة من 5% إلى ما لا يقلّ عن 40% راجياً لحظ قانون يضمن حياة صحية لائقة بعمال الإطفاء بعد انتهاء الخدمة، إضافة إلى لحظ منحهم وجبة غذائية بشكل دوري.
دعم الفوج
وبالانتقال للحديث عن آليات الفوج والعناصر، بيّن قائد الفوج وجود 18 آلية تتبع لفوج إطفاء طرطوس وهي جاهزة بأكملها، إضافة إلى سيارات المراكز البالغة سبع سيارات، لافتاً إلى الحاجة لدعم الفوج بآليات ومعدات حديثة مواكبة للتطور العمراني والصناعي، وذلك بتزويده بسيارات سلم لا يقلّ ارتفاعها عن 50 متراً، نظراً لوجود أبنية برجية عالية في المحافظة، ويصل عدد عناصر الفوج إلى 135 عنصراً وهو غير كافٍ، حيث أكد شما وجود شواغر وطالب بزيادة الملاك بما لا يقلّ عن 100 جندي إطفاء وأربعين سائقاً. ولفت إلى الدعم الذي يتلقاه الفوج وعناصره من قبل وزارة الإدارة المحلية والبيئة التي وزعت مكافآت مالية لمدة عامين لكل جندي إطفاء في سورية، كما قامت بتوزيع بدلة وفلت لكل جندي تمّ تسليمهما العام الماضي، وقبل عامين تمّ توزيع قماش بدلات ستة أمتار لكل جندي، إضافة إلى تقديم الدعم اللازم لسير عمل الفوج بالأدوات والمعدات.
وحسب قائد الفوج فإن قلّة عدد السائقين والجنود يقابله استنفار بالعناصر وتخفيض أيام العطل، مطالباً بزيادة الملاك العددي والحاجة إلى افتتاح مراكز إطفاء جديدة “خمسة مراكز كحدّ وسطي على مستوى المحافظة”، ما يسهم بشكل أكبر في الحفاظ على حياة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
الاتصال على 113
وللإبلاغ عن أي حادث يمكن للمواطنين الاتصال على الرقم 113 المجاني وإعطاء المعلومات بدقة كبيرة للحدّ من الخسائر ما أمكن، وفي هذا السياق تمنى شما من جميع المواطنين التخلّص من الأعشاب اليابسة بأي طريقة وعدم حرقها أو إشعال النار فيها.
مع الجنود
وكانت لنا وقفة مع بعض العناصر الذين أبدوا استعداداً وحماساً كبيرين لتأدية مهامهم بما تحمله من خطورة عالية والبداية مع عابر علي، آمر فئة، الذي أشار إلى العمل 24/24 ساعة وبنظام ورديات، فبعد أن تأتي الإخبارية لغرفة العمليات يتلقاها عامل المقسم ويصدر إنذاراً قد يكون عادياً أو خطراً، فالخطر يكون لحريق منزل أو حريق سيارة أو كازية، والعادي يكون حريق أحراج، فما إن يعطي إنذاراً حتى تتحرك الزمرة الجاهزة بالسيارة المتأهبة لمكان الحريق. كما بيّن محمود حسون جاهزية العناصر، ومع أن آمر الزمرة لديه خبرة أكبر إلا أن آمر الفئة والزمرة يكملان المهمة.
دارين حسن