باص خشبي بين سورية والعراق
تمكن بعض الصناعيين السوريين في مدينة القامشلي من تجميع قطع باص محلي يعود إلى عام 1946، جعلوا أغلب أجزائه من الخشب ليكون وسيلة نقل بين المدينة والمناطق التابعة لها، رغم أن سنوات عمل تلك الباصات قد انقضت منذ زمن بعيد، إلا أن ذكرياتها وقصصها باقية في أذهان من عاصروها. ويذكرنا ببعض منها الباحث في التاريخ أنيس مديوايه قائلاً: نقطة انطلاق الباص كانت في ذلك الوقت بجانب الحمام القديم بالمدينة، تم تصنيع ثلاثة باصات من هذا النوع والغريب في هذا الباص أن جزءاً من هيكله الخارجي مصنوع من الخشب وسقفه أيضاً أمّا الدواليب فهي بخلاف الحالية، لها جنطان أو ظفران، داخلي وخارجي، ومقاعدها كانت مصنوعة من الخشب ومتراصة كل ثلاثة مع بعضها، فيها 14 مقعداً بما في ذلك مقعد السائق، وعملت الباصات الثلاثة في تلك الفترة بمعدل رحلة كل أسبوعين، تكون وجهتها إلى الموصل في العراق عبر الطريق البري من معبر اليعربية.
وأضاف مديوايه: إن موعد الانطلاق كان في الصباح الباكر، ويعود الباص بعد يومين، لم يكن يدفع الراكب الواحد الأجرة في ذاك الوقت سوى ليرة ونصف، وارتفعت بعد سنوات طويلة إلى خمس ليرات، كانت هناك رحلات ترفيهية داخلية بين القامشلي وبلدات تل حميس والريف القريب والبعيد، أكثرها في المناسبات خاصة فترة الأعياد والشخص يتجول مقابل نصف فرنك.
في نهاية السبعينيات تقريباً توقفت الباصات الثلاثة عن الخدمة نتيجة تطور الطرق، وتشغيل وسائل نقل حديثة إلى المنطقة، فقام أصحاب تلك الباصات، بفك القطع المهمة لاستثمارها، والتخلص من القطع الخشبية التي باتت تالفة.
عبد العظيم عبد الله