الرئيس القبرصي: عدوانية النظام التركي تهدد بزعزعة استقرار المنطقة
ندد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس بعدوانية النظام التركي، محذراً من أن ما يقوم به في شرق المتوسط يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها. وقال اناستاسياديس في مقابلة مع وكالة فرانس برس: إن هناك عدوانية تركية مع نية للسيطرة على المنطقة برمتها بالفعل لذا نشهد توتراً متزايداً ما يخلف وضعاً متفجراً جداً يثير القلق مضيفاً إن مواصلة تركيا عمليات التنقيب غير القانونية أدت إلى العسكرة المكثفة لجوارنا.
ونبه الرئيس القبرصي إلى أن جزيرته تواجه وضعاً خطيراً للغاية بسبب استفزازات وانتهاكات النظام التركي للقانون الدولي وخرقه المنطقة الاقتصادية الحصرية لقبرص، مشدداً على أن هذا النظام يعرض “استقرار وأمن المنطقة برمتها للخطر”.
ودعا الرئيس القبرصي النظام التركي إلى الموافقة إما على عرض هذه القضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي أو أمام تحكيم دولي وقال: “عليهم أن يدركوا أن عليهم الالتزام بالقانون الدولي وعدم تفسير القانون الدولي وفقاً لنهجهم التوسعي”.
وفي استمرار لممارساته العدائية والاستفزازية التي لاقت استنكاراً وشجباً دوليين مدد النظام التركي أواخر الشهر الماضي مهمة إحدى سفنه “الريس عروج” للتنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط لتواصل أنشطتها في مياه جزيرة قبرص برفقة سفينتي أتامان وجنكيز خان حتى بداية الشهر الجاري كما كشف عبر خريطة نشرها مؤخراً عن مطامعه بالتنقيب عن الغاز في مناطق تقع قبالة سواحل جزر يونانية وأرسل سفينة للمسح الزلزالي ترافقها سفينتان عسكريتان قبالة شواطئ جزيرة كاستيلوريزو اليونانية جنوب شرق بحر إيجه ما أثار غضب اليونان التي حذرت من أنها سترد بقوة على أي تحركات تركية معادية.
في سياق متصل، جدد المجلس الأوروبي مطالبته النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان بالإفراج الفوري عن رجل الأعمال والمدافع عن حقوق الإنسان عثمان كافالا بعد قرار نهائي للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يدين النظام بسبب هذا الاعتقال الذي يهدف إلى إسكاته.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المجلس قوله في بيان إن لجنة وزراء مجلس أوروبا حثت تركيا على ضمان الإفراج الفوري عن كافالا.
واعتقلت سلطات النظام التركي كافالا في الـ 18 من تشرين الأول من عام 2017 في اسطنبول بسبب دعمه الاحتجاجات المناهضة للنظام التي جرت عام 2013 . وفي كانون الأول الماضي أكدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن احتجازه تم في غياب “الوقائع والمعلومات والأدلة” وأن التدابير المتخذة بحقه تهدف إلى إسكاته ومعه كل المدافعين عن حقوق الإنسان وطلبت الإفراج عنه فوراً.
وطالب رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان روبرت سبانو الذي يزور أنقرة أردوغان أمس باحترام سيادة القانون والالتزام بتنفيذ قرارات المحكمة.
يشار إلى أن أردوغان حول تركيا إلى سجن ومعتقل كبير زج فيه أعداداً كبيرة من معارضيه من مختلف المؤسسات المدنية والعسكرية والإعلامية في السجون وسرح المئات من وظائفهم بذريعة دعمهم الاحتجاجات وارتباطهم بمحاولة الانقلاب.