بعد أيام.. إجراءات الصحة المدرسية في امتحان العودة إلى المدارس
بعد إعلان تأجيل بدء العام الدراسي إلى 13/ 9 ضمن الإجراءات المتخذة صحيا لحماية الطلاب من انتشار فيروس كورونا، تباينت أراء أهالي الطلاب والتلاميذ بين مؤيد لعودة الدوام ورافض ومتردد البعض، والبعض أكد ثقته بالإجراءات مصراً على متابعة دراسة أولاده وهناك من أشار إلى أنه يحتاج لتأكيدات عن حمايتهم، وآخرون قالوا إن “خسارة سنة أقل ضرراً من خسارة عمر”، والبعض طالب بتشدد المدارس في وضع الكمامات.
عام استثنائي !
الإجراءات المتخذة للحد من انتشار الجائحة والإجراءات الاحترازية للتصدي للفيروس في القطاع التربوي كانت محور حديثنا مع مدير الصحة المدرسية بمديرية تربية حمص غياث عباس الذي قال: “نحن أمام عام استثنائي فلأول مرة بالتاريخ سيبدأ العام الدراسي ضمن هذه الظروف الصحية بما تمثله الجائحة من تهديدات ضربت العالم كله”، ووضع عباس قرار تأجيل افتتاح المدارس لمدة أسبوعين في خانة الإيجابية لمراقبة المنحى التصاعدي للفيروس وأضاف: الوضع يتطلب جهدا كبيرا ودقيقا واستنفار كافة الطاقات، لافتاً إلى أن البرتوكول الصحي ينص على 22 بندا متكاملا ويشمل كل الأوضاع والضرورات، مؤكداً أن الإجراءات بدأت منذ فترة طويلة ومنذ الانقطاع الأول في آذار الماضي.
جدوى الإجراءات
وأشار عباس إلى إن تجربة امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي بكافة فروعها أثبتت نجاعة الإجراءات المتبعة، والتي لاقت اهتماماً كبيراً من المعنيين ولم تسجل إصابة واحدة بين الطلاب أو الإداريين أو الكادر التعليمي، وكذلك في الدورة الإضافية فقد استمرت عمليات التعقيم ومتابعة الإجراءات من تعقيم قاعات وتباعد مكاني وسواها، وأكد أن الإجراءات الوقائية من صلب عمل الصحة المدرسية وهي تقوم كل عام بما يلزم .
المتابعة في ظل الجائحة
واكد عباس أنه، وفي ظل الجائحة، قامت الصحة المدرسية بمتابعة الجولات على المدارس والإشراف على الإجراءات الصحية والتعقيم وترميم المرافق والمناهل لتكون جاهزة ورفدها بالمعقمات والصابون، كما تم تفريغ المستخدمين للاهتمام بنظافتها، وأكد أن المديرية اتخذت جملة إجراءات كالتأكد من البيئة الفيزيائية من تهوية ووجود مشرف صحي لكل مدرسة ومتابعة كل حالة صحية للطلاب مهما كانت بسيطة وإبلاغ المشرف عن الحالة ومتابعتها.
وطمأن عباس الأهالي بنجاعة الإجراءات الصحية المطبقة وأكد أن طلاب الفاقد التعليمي يتابعون ترميم النقص الدراسي ضمن المدارس ولا توجد أي شكوى أو ظاهرة غير مرضية، ولم تسجل حالات من أي نوع من الناحية الصحية.
النقص بالمشرفين الصحيين
حمص مدينة كبيرة وممتدة جغرافيا والكوادر لا تكفي بأي حال من الأحوال، وكان لابد من حلول بديلة كفرز كافة المساعدات الصحيات في الصحة المدرسية كمشرفات للمدارس، وهذا أيضا غير كاف فكان اللجوء – حسب البروتوكول الصحي – للاستعانة بالكادر الإداري في الصحة المدرسية والاكتفاء بالعدد الأقل، ويتم فرز الباقين على المدارس، كما هناك فكرة للاعتماد على المعلمين المفرغين بالمدارس للعمل كمشرفين بعد إخضاعهم لدورة تدريبية.. ورغم كل تلك الإجراءات بقي العدد غير كاف، فتم الطلب من إدارة المدرسة التعاون والإشراف على كل حالة.
مدارس الريف
وحول مدارس الريف، قال د. عباس: الوضع العام لمدارس الريف أفضل نسبيا من مدارس المدينة من حيث المناهل والحمامات والباحات ووجود البناء في منطقة جيدة التهوية وسيتم المتابعة عبر مستوصفات الصحة المدرسية في المناطق التي يوجد فيها مستوصفات، وهناك جولات صحية من قبل المشرفين على مدارس إلى القرى التي لا يوجد فيها مستوصف، لافتا إلى أنه تم رصد ميزانية كبيرة من الوزارة لترميم المرافق، مؤكدا على الزيارات الدورية الدائمة لمتابعة تنفيذ الإجراءات، وهناك بعض المرونة في الإجراءات الإدارية من حيث الإجازة الصحية للطلاب والمدرسين وتسهيلها في حال الضرورة بالحد الأدنى من الاحتكاك بالآخرين. وأشار إلى دور الرعاية الصحية الأولية والتثقيف الصحي بمراقبة الخزانات والمناهل والقاعات والتعاون من قبل الأهالي بمتابعة ومراقبة الأطفال من حيث ظهور أي أعراض، و في حال وجود اشتباه في القاعات الصفية سيتم الإغلاق 2 – 5 أيام، ومن ثم يعزل بشكل تام لحين الشفاء التام. وفي حال لم تظهر على الطلاب أية أعراض يعاد استئناف الدراسة بالصف، ولو بلغت الإصابة نسبة 5% فتغلق المدرسة لمدة 14 يوما، وتوضع بالعزل المنزلي الكامل.
وتابع: من حق الأهالي القلق والخوف لكن دون المبالغة وتحويلها لحالة “رهاب” خاصة ضمن الإجراءات المشددة والمتخذة من قبل الوزارة، وقال :اليوم نحن بانتظار الإجراءات الناظمة لتوزع العدد بالصف والتباعد المكاني بين الطلاب والدوام وتفاصيل الفترات ونزول الطلاب الى الباحة على دفعات مع وجود المدرسين والمشرفين لمنع الاختلاط قدر الإمكان، أما حول الحصص والدراسة فسيتم التركيز على المواد الأساسية وإلغاء كافة النشاطات التي تتطلب تجمعات ومتابعة الطلاب من قبل المدرسين بذلك، لافتا إلى أن وجود الأطفال خارج المدرسة ليس حلا فهم يتجمعون طوال اليوم معا بالشارع وبمحلات الألعاب الالكترونية أو مع أجهزتهم الذكية، والمدرسة بالحد الأدنى ستكون مشرفة على صحتهم النفسية والتعليمية بمعاونة الأهالي، ونحن حين نخلق السلوك الصحي نساهم في بناء الشخصية السوية للمجتمع, وليس من المنطقي حرمان الطلاب من الدارسة بدافع الخوف من نقل العدوى لكبار السن بل علينا إتباع الإجراءات اللازمة لحماية تلك الشريحة.
منع الشراء من الباعة الجوالين
وأكد مدير الصحة المدرسية على منع بيع الأغذية عبر الباعة المتجولين أمام المدارس، وأن الأكشاك ممنوعة بشكل تام، كما ويمنع بيع الأغذية والمشروبات إلا مغلفة ومعبأة من قبل شركات مرخصة صحيا مع توضيح تاريخ الصلاحية، وعلى عامل المقصف إجراء تحليل ببداية الفصل الأول والفصل الثاني، وأي مخالفة تستوجب المراجعة داعيا الأهالي للتبليغ عن أي حالة شكوى مهما كان نوعها.
توفر المعقمات
وشدد مدير الصحة المدرسية على دور الأهل في تعليم الطفل بالاهتمام بالصحة الشخصية والنظافة، مشيرا أن المعقمات تم تأمينها من الوزارة لتوزيعها على المدارس وكذلك الصابون، لافتا لأهمية المبادرات الأهلية والفعاليات الاقتصادية. وحول الجهة التي ستوفر المواد والمعقمات، قال: الجزء الأكبر من الوزارة وجزء عبر المنظمات الدولية ومنها الصحة العالمية والمبادرات الأهلية الداعمة.
سمر محفوض