بعد التهامها 2000 دونم من الصنوبريات والسنديان.. السيطرة على 80 % من حرائق الغاب
العمل على تضافر كل الجهود والمبادرات الحكومية والأهلية لإعادة تشجير المواقع الحراجية التي التهمتها النيران خلال هذه الفترة، وإشراك المجتمع المحلي في حمايتها من أي تعديات باعتبارها ثروة وطنية، مع ضرورة وضع ترتيبات استباقية خلال أشهر التحاريق (تموز وأب وأيلول)، كانت أهم القضايا التي اتفق عليها خلال اجتماع أمس الأحد ضم وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا مع المعنيين في محافظة حماة في مقر الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب.
وأكد وزير الزراعة أن المرحلة المقبلة تمثل تحدياً كبيراً لتنفيذ الخطط الزراعية في ظل الظروف الراهنة وضرورة بذل الجهود لإعادة تشجير المواقع التي تعرضت للحرائق والتعديات وتعويض ما خسرته من غطاء نباتي من خلال تكثيف حملات التشجير التي تستهدفها ودعم برامج وخطط إشراك المجتمع المحلي في حمايتها من أي تعديات خلال الفترة المقبلة.
وأشار قطنا في تصريح صحفي خلال تفقده مواقع اندلاع الحرائق في مناطق الفريكة وعين سليمو وعين بدرية ونبل الخطيب بمنطقة الغاب إلى أن الهدف من الجولة الوقوف على حجم الضرر الذي لحق بالحراج جراء الحريق وتحديد احتياجات الأهالي المتضررين منه، معلناً أنه سيتم تشكيل لجان لتقدير أضرار الحريق بالنسبة لممتلكات المواطنين، ودعا إلى العمل على اتخاذ كامل الإجراءات والتدابير الاحترازية لمنع تكرار نشوب الحرائق ومعرفة أسبابها، موضحاً أن الحراج تعرضت هذا العام لأضرار كبيرة جراء الحرائق وتركزت في محافظات حمص وحماة واللاذقية ومن ضمنها منطقة الغاب، مشيراً إلى أن وعورة المنطقة وعدم وجود خطوط نار فيها حدت من قدرة فرق الإطفاء على السيطرة على الحرائق، ولكن رغم كل ذلك استطاعت فرق متخصصة التدخل في الوقت المناسب وساهمت بالسيطرة على بؤر الحريق، مبيناً أن المساحة المتضررة جراء الحريق تقدر بحدود 2000 دونم معظمها حراجية من الصنوبريات والسنديان.
ولفت قطنا إلى أن مختلف الجهات الرسمية في محافظة حماة اتخذت كل الإجراءات لمكافحة الحريق، كما تم إمدادها بفرق إطفاء من باقي المحافظات ما ساهم في محاصرة الحريق، مؤكداً عدم وجود أي أضرار بشرية نتيجة إجلاء الأهالي من بيوتهم بشكل مؤقت بسبب تكاثف الدخان مع مشاركة عدد منهم مع فرق الإطفاء في عمليات الإخماد.
من جهته محافظ حماة الدكتور محمد الحزوري أوضح أنه عقب إخماد النيران بدأت ورشات صيانة الكهرباء والهاتف عملها لإعادة تأهيل إصلاح الأعطال الناجمة عن الحريق.
وقد تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق باستثناء نقطتين ما تزال عمليات إخمادهما متواصلة الأولى بالجهة الشمالية بالقرب من عين جورين والثانية بالمنطقة الجنوبية غرب قرية نبل الخطيب حيث يتم التعامل معها واحتواؤها.
وكان المهندس فايز المحمد مدير الموارد الطبيعية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، أعلن في تصريح، في وقت سابق، أن نسبة السيطرة على النيران في ريف حماة الشمالي الغربي بلغت نحو 80 بالمئة، ويشارك فيها طواقم وآليات إطفاء من مختلف المحافظات، فيما أكد عدد من أهالي قرية الفريكة المتضررين أن الحريق الهائل الذي دخل قريتهم امتد من الجهة الغربية عند ناحية صلنفة، وتحديداً من موقع باب جنة، وباءت كل محاولات رجال الإطفاء في السيطرة عليه بالفشل إثر ضخامة الحريق واتساع رقعته وضراوة النيران ووعورة المنطقة، الأمر الذي أدى إلى وصوله إلى قرى الفريكة الفوقانية وعين بدرية، ومن المحتمل امتداد النيران إلى حراج عين سليمو وجورين في حال عدم قدرة فرق الإطفاء على تطويق الحريق في الساعات المقبلة.
ولفت عدد من الأهالي إلى أن الحريق، الذي يطال غابات الفريكة، هو الأضخم ولم تشهد له المنطقة مثيلا منذ عشرات السنين، مشيرين إلى أن الحريق تسبب أيضاً بتهجير أهالي قرية الفريكة من منازلهم وحالات اختناق جراء الأدخنة الناجمة عن الحريق ناهيك عن نفوق بعض رؤوس قطعان الماعز والأبقار في المنطقة.