“الـحـب والحـرب” في مهـرجان القـصة الـسنوي
احتفى اتحاد الكتّاب العرب بالقصة السورية التي عالجت قضايا إنسانية قريبة من الناس والمجتمع، لذلك جاء مهرجان القصة السنوي الذي أقامته مؤخراً جمعية القصة والرواية تحت عنوان “الحب والحرب في القصة السورية”، بمشاركة نخبة من الأدباء السوريين الذين قدّموا قصصهم وحروفهم المفعمة برائحة الحب والحرب معاً.
دور فعّال
أشار رئيس اتحاد الكتّاب العرب مالك صقور إلى أهمية المهرجانات التي تُعنى بالقصص وأهمية دورها في تطوير المشهد القصصي في سورية، متحدثاً عما قدّمته المهرجانات السابقة من دور فعّال وكبير، لافتاً إلى ضرورة المحافظة في المهرجان الحالي على سوية جيدة للقصص، ولاسيما أن مقرّر جمعية القصة والرواية طلب أن تُطبع هذه القصص في مجموعة تصدرُ عن اتحاد الكتّاب، منوهاً بأن الكتّاب الكبار في روسيا كان يقرأ واحدهم ما كتب أمام غيره ثم يستمع للنقد بشكل جاد، في إشارة منه إلى ضرورة وأهمية النقد حتى لدى نخبة كتّاب العالم.
من جانبه بيّن رياض طبرة أمين سر الجمعية أنه قام بدعوة الزملاء أعضاء الجمعية للمشاركة في هذا المهرجان، معتبراً أن أي نشاط ثقافي هو رسالة تحدّ لواقع مرير لن يمنع الثقافة، فواقعنا الحالي هو لوحة قاسية على الروح والجسد، ومع هذا يأتي المثقف ليقول كلمة ستظل للأيام القادمة، وأهمية مهرجان القصة أنه نشاط متقدّم ورسالة للأجيال بأن الثقافة حاجة ملحة، مبيناً أنه شارك في المهرجان عبر قصة “الطاحونة” التي تتحدّث عن الوهم، وما يتداوله الناس عن الأماكن المهجورة التي هي مرتع للأقاويل والإشاعات.
عنوان جميل
كذلك أوضح الكاتب أيمن الحسن، الذي قدّم وأدار المهرجان، أنه في الدورات السابقة كان يُقام المهرجان على مدار يومين متتاليين، بمشاركة جمعية النقد وحضور أدباء وكتّاب من مختلف المحافظات، ولكن بسبب ظروف كورونا الحالية اقتصر على يوم واحد وبشكل محدود، وقد أدى غايته بكل الأحوال، وضمن الظروف الحالية وضرورة التباعد يمكنني أن أعتبر أن الحضور كان جيداً، مشيراً إلى أن عنوان المهرجان “الحب والحرب في القصة” هو عنوان جميل ومناسب لأننا لا نستطيع أن نخرج من أجواء الحرب إلا بالحب، فكفانا ما دفعناه من ثمن باهظ فيما أصاب وطننا، ودعونا نعيش الآن مع بعضنا في هذا الجو من التسامح والمحبة، لنؤكد للعالم أجمع أن سورية هي بلد التنوع والتعدّد. وفيما يخصّ القصص التي قُرأت ضمن المهرجان فبشكل عام كانت مواضيعها متنوعة، وقد شاركت بقصة عنوانها “تحرير الجزائر” تؤكد أننا في سورية لا نفرّق بين قضايانا المحلية والعربية.
وشارك الكاتب عماد نداف في قصة تحمل مفارقة في طياتها وعنوانها “المرأة الجميلة التي لم تتزوج بعد” تتحدث -كما يقول- عن امرأة معزولة ورغم جمالها لا تتزوج، ولأنها جدتي أثارني الفضول لأعرف السبب، وإذ بها توحي لي أنها كانت تحب أبي. ويرى نداف أن أهمية المهرجان وقيمته تكمنان في أنه استطاع رغم الظروف جمع أكثر من كاتب قي قاعة واحدة، فمن الضروري أن يصغي الكتّاب لبعضهم البعض ليعرفوا أين وصلوا في نصوصهم القصصية، متمنياً المشاركة في أي تظاهرة ونشاط من أجل التواصل مع القراء والزملاء.
تبعات الحرب
كما شارك الأديب سهيل الذيب بقصة “ساعة ليس إلا” التي تتحدث عن تبعات الحرب وما جرّته من كوارث تصل حدّ فقدان الشرف، وخاصة عند تلك السيدة التي اعتنت بأولادها بكل محبة ككل أم، ولكن عندما جاع الأولاد وعجزت عن تأمين احتياجاتهم، سقطت هي والأب في هذا المطب. الذيب ترك موضوع فهم الأولاد لطبيعة عمل الأم ورضاهم عنه معلقاً، معترفاً بأنها حقاً قصة إشكالية وأنه لا يبرّر للأم بل يؤكد على الحالة التي وصل إليها الناس، فهي توصيف لحالة موجودة وعنيفة، معتبراً أن المهرجان تجربة مهمّة وفرصة للاستماع لمجموعة كتّاب على مستوى الوطن، مؤكداً حرصه على المشاركة في هذا المهرجان السنوي، فعندما تكتب قصة تسعى إلى أن يسمعها النخبة وكذلك الناس، ونحن دائماً بحاجة للنقد من الجميع، وأنا أكتب لمن يشبهني وللناس العاديين.
كما شارك داوود أبو شقرا بقصة “هاونان” المستوحاة من الحرب، وتركز على معاناة الأطفال. وقال أبو شقرا: نحن كأدباء سنعمل لقرون قادمة على إزالة تبعات الحرب القاسية من النفوس، مشيراً إلى دور الكلمة في زرع التفاؤل والألم، لافتاً إلى أن على الأدب أن يكون على تواصل مع المجتمع ومتفاعلاً مع قضاياه وهذه غاية الأديب ومهمته، لذلك هذا المهرجان التفاعلي يحقّق التواصل القريب مع الناس.
لوردا فوزي