“المجتهد” بلا طبقي محوري منذ سنتين ومبررات لا تعالج ولا تشفي!
كتب ومراسلات مكوكية استمرت أشهراً طويلة احتاجها جهازا الطبقي المحوري في مشفى دمشق” المجتهد” للحصول على موافقة بإصلاح الأعطال التي حمّلت المواطنين عبئاً مادياً وجسدياً لا طاقة لهم عليه، خاصة مع وجود فيروس كورونا والتكلفة الكبيرة، حيث وصل سعر الصورة في المراكز الخاصة إلى أكثر من 75 ألف ليرة سورية، ما يضعنا أمام تساؤل كبير عن السبب الذي أدى إلى هذا التأخر، الذي لو تمّ تجاوزه وحلّه لأدى لتوفير الجهد والميزانية الضخمة التي وصلت اليوم لأضعاف ما كانت عليه؟.
مراسلات..
مصدر خاص أكد لـ”البعث” أن جهازي الطبقي المحوري معطّلان في المشفى منذ مدة طويلة، حيث حدث العطل في الجهاز الأول تقريباً في الشهر السادس من عام 2018، والثاني مع بداية عام 2019، مضيفاً أن أي جهاز له عمر افتراضي يعمل به، ومن هنا قام المعنيون في المشفى ومع اقتراب انتهاء العمر الافتراضي بتحضير طلب للمكتب الهندسي في المشفى ليراسل العقود التي بدورها تراسل الوزارة، لتبدأ المراسلات تقريباً في الشهر السابع من عام 2019 ومراسلات أخرى في الشهر التاسع من العام نفسه، ويأتي الردّ مع عدم الموافقة على السعر الاستبدالي، وأن يتمّ التعاقد بسعر غير استبدالي، علماً أن الفرق أكثر من 50 مليون ليرة. وأوضح المصدر أن المدة الزمنية التي استغرقتها المراسلات كان خلالها سعر الصرف قد تغيّر وارتفع، ولو تمّت الموافقة على القيمة الاستبدالية لتمّ توفير 75 مليوناً لكل جهاز، ومع ذلك تمّ الرفض، إضافة إلى الإصرار على شراء قطع جديدة وتلف القديمة، وطبعاً كلّ ذلك سجل في ديوان “رئاسة مجلس الوزراء” في زمن الحكومة السابقة، علماً أن تكلفة الإصلاح حالياً مرتفعة جداً، مشيراً إلى أنه وخلال فترة الحصول على الموافقات كان من الممكن شراء جهاز جديد، أو السعي للحصول عليه عن طريق منظمة الصحة العالمية، مع العلم أن مكانه موجود في الإسعاف وجاهز، خاصة وأن المشفى يحتمل وجود أكثر من جهاز طبقي محوري.
متابعة..
مدير إدارة الهيئة العامة لمشفى دمشق الدكتور سامر خضر أكد أن جهازي الطبقي المحوري معطلان في المشفى منذ أكثر من سنة ونصف، ولكن العطل ليس في التجهيز وإنما ناتج عن انتهاء الفترة الطبيعية لعملهما، حيث إن لكل جهاز فترة زمنية يعمل بها يتمّ خلالها تبديل القطع التي تحتاج لتبديل، مؤكداً أن الإدارات السابقة في المشفى طلبت من الوكيل تأمين الأسطوانة المسؤولة عن إعادة العمل في الجهاز، مشدداً على أن وجود الطبقي في مشفى مركزي مثل المجتهد، بغضّ النظر عن وجود فيروس كورونا والحاجة الكبيرة للطبقي في هذا الوضع على اعتبار أن أغلبية المرضى بحاجة لصور الطبقي لمتابعة التشخيص، أمرٌ ملح، مضيفاً أنه منذ مدة وصل جهاز طبقي من الخارج، وكان هناك محاولة أخيرة بُذلت ليكون من نصيب مشفى المجتهد ولكن وبسبب حاجة أحد المشافي له أُرسِل إليه.
تجاوز العقبات
مدير المشفى لفت إلى أنه ومنذ لحظة تكليفه بالإدارة عمل على تجاوز العقبات لإصلاح الأجهزة، مشيراً إلى مواجهة الإدارة الكثير من العقبات بسبب الحاجة للعديد من الموافقات، ما بين الوزارة ومجلس الدولة ورئاسة مجلس الوزراء، لأنه وكما هو معروف كلما كانت كلفة الإصلاح كبيرة نحتاج إلى عدد أكبر من الموافقات، علماً أن العقبات هي -عقبات عقدية- حسب نظام العقود، والتي تمّ حلها ليتمّ تجاوز كل العقبات مع الوكيل وتوقيع العقد قبل عيد الأضحى بحوالي ثلاثة أسابيع من أجل إصلاح الجهاز الأول بمدة الالتزام 60 يوماً، حيث سيتمّ استيراد القطعة المطلوبة من الشركة الأم خلال شهر أو شهر ونصف لينتهي الأمر، معتبراً أن انفجار بيروت سيؤخر الأمر قليلاً، وفق ما أوضح لنا الوكيل كعذر ومبرر للتأخير، أما الجهاز الآخر فهناك إعلان لإصلاحه، مختتماً حديثه بأن أحدهما في طريقه للإصلاح والآخر في الفترة القادمة سيتمّ إنهاء ما يلزم بخصوصه.
ومن المفيد تذكير الجهات المعنية بما حدث في فتراتٍ سابقة، عندما قام عددٌ من الفنيين والمهندسين وبجهودٍ فردية وإمكانياتٍ متواضعة بإصلاح أجهزة ومعدات وآلات ضخمة في أكثر من منشأة، ليوفروا على خزينة الدولة مئات الملايين، ولذلك يجب أن تكون الجهات المعنية سباقة في المبادرات لإزالة العقبات وتخطي الروتين بالسرعة المطلوبة بدلاً من وضع الحجج وتبرير التأخير بحجة التراتبية في مثل هذه المعاملات والتي ستكلّف اليوم بسبب التأخير الحاصل أضعاف المبالغ المرصودة، ليدفع المواطن من جيبه ضريبة هذا التأخر أكثر من مرة!.
لينا عدرة