كيف نواجه هذا الوباء القاتل؟
أكرم شريم
لا يزال هذا الوباء العالمي القاتل ينتشر بحرية وقوة وكما يريد، وفي كل أنحاء العالم، على الرغم من أننا نعترف بأن العلماء يبذلون قصارى جهودهم لكي يكتشفوا له الدواء المعالج أو اللقاح الداعم المانع، وكذلك فإن الناس في كل مكان في كل شعب ومدينة ومنطقة يراقبون كلّ من حولهم ويسألون ويتساءلون كيف يمكن لهم أن يتفادوا هذا الوباء (السري) القاتل، وآخر ما توصل إليه العلماء والدول التي فيها علماء تجمعوا ويعملون باستمرار ضد هذا الوباء. آخر ما توصلوا إليه أن هذا الوباء القاتل لن يستطيعوا اكتشاف الدواء واللقاح له إلا في منتصف العام القادم، فكيف توصلوا إلى هذه المعلومة قبل أن يتوصلوا إلى العلاج؟!. ومن هنا، من الآن وإلى منتصف العام القادم كم سيكبر انتشار هذا الوباء وستكبر أضراره وتعمّ؟!. وماذا يمكن للإنسان، بل للشعوب أن تفعل خلال هذه الفترة الطويلة والتي تصل إلى تسعة أشهر من زيادة انتشار هذا الوباء ونشر أضراره الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية في كل مكان وفي كل شعب في هذا العالم؟!.
إذن.. هل ننتظر نحن الشعوب هذه التسعة أشهر ونتحمّل استمرار وانتشار وأضرار هذا الوباء القاتل وخلال هذه المدة الطويلة، أم أن علينا أن نفعل شيئاً وأن نتصرف، فماذا نفعل وكيف نتصرف؟!.
نعم.. نستطيع أن نواجه هذا الوباء الفتاك كشعوب، وذلك بأن يتحوّل كل منا أباً كان أو أماً شاباً كان أو فتاة إلى وسيلة إعلام فاعلة وفعّالة ضد هذا الوباء السري والخبيث والقاتل، والذي يستهدف الجميع وفي كل الأمكنة والأزمنة، أي أن يصبح الإنسان وسيلة إعلام منتشرة في كل مكان يصل إليه أو يعمل فيه، وذلك لحماية أسرته ومجتمعه، وإذا فعل ذلك فهو أيضاً يساهم في حماية كل إنسان على وجه الأرض يحمي نفسه ومجتمعه وكل شعوب العالم!. فانظروا كم هو رائع ومفيد حين يفعل ذلك!.
كلنا يعلم أن في التعاون سراً وسحراً، والتعاون إذا كان عاماً وشاملاً فمن المؤكد أن فعله وتأثيره وانتشار فعله وتأثيره سيكون أيضاً عاماً وشاملاً، وأفضل هذا التعاون، في كل الأوقات وفي كل أنحاء العالم، إنما هو حين يكون ضد هذا الوباء القاتل وضد انتشاره في كل مكان وضد أن يصبح عاماً، ولا يستطيع أحد القضاء عليه أو حتى مواجهته لإيقاف انتشاره، وهكذا تكون النصيحة اليوم وفي مواجهة هذا الوباء العالمي القاتل أن يصبح الإنسان.. كل إنسان منا في هذا العالم، وسيلة إعلام فعّالة ومخلصة ضد هذا الوباء وفي كل مكان يصل إليه أو يعمل فيه، وذلك لحماية أسرته ومجتمعه وكل إنسان على وجه الأرض، ونفسه أيضاً.