“مياه” صحنايا تتهم “الكهرباء” والأخيرة تدحض.. والمواطن ضحية تقاذف المسؤوليات والتقصير
رغم التصريحات الرنانة والتأكيدات الكثيرة، لم تستطع وزارتا “الكهرباء” و”الموارد المائية” فك شيفرة غياب التنسيق والتعاون بين مديريات الوزارتين، وخاصة في ظل العوز المائي الذي يعيشه سكان محافظة ريف دمشق خلال الفترة الحالية، ما أعاد إلى الواجهة مسلسل الصهاريج التي نشطت من جديد، فبدأ أصحابها باستغلال المواطنين وتقاضي 5 آلاف ليرة سعر كل 10 براميل لُيطبّق المثل القائل “مصائب قوم عند قوم فوائد”.
تواطؤ بالخفاء
ومن بين مدن وبلدات المحافظة يعاني أهالي وسكان صحنايا من عدم وصول المياه إلى المنازل بحجة ضعف الضخ وانقطاع التيار الكهربائي، ويؤكد مواطنون أنه لم تأتِهم المياه منذ أكثر من شهر ولا يوجد حل أمامهم سوى تعبئة المياه بالصهاريج، وهذا يشكّل عبئاً إضافياً عليهم.
ويهمس بعضهم أن هناك علاقة تواطؤ بالخفاء بين موظفي المياه وأصحاب الصهاريج، فكلما زاد الانقطاع للمياه زاد عمل تلك الصهاريج!
ضعف الضخ
“البعث” تابعت الموضوع مع المعنيين في مؤسسة المياه ليؤكد مدير الوحدات الاقتصادية في ريف دمشق عمر درويش، أن المياه متوفرة ولا مشكلة أو نقص في الكميات، ولكن الموضوع مرتبط بعمليات الضخ وهي بحاجة إلى كهرباء، مشيراً إلى أن هناك مخاطبة بشكل دائم مع شركة كهرباء الريف من أجل التنسيق ووضع برنامج حسب أدوار المياه في المنطقة ليتناسب مع إيصال التيار الكهربائي إليها.
واتهم درويش شركة الكهرباء بعدم الرد على الكتب والمراسلات وغياب التنسيق مع مؤسسة المياه، ليفاجئنا مدير شركة كهرباء الريف المهندس خلدون حدي بردّه وعدم علمه بتلك الكتب والمخاطبات، مؤكداً أن مؤسسة المياه لم ترسل أي كتاب بخصوص ما ذكر.
ولفت حدّي إلى أهمية التعاون والتنسيق بين الوزارتين من أجل تأمين المياه للمواطنين، لينهي حديثه بأنه سيتصل مع مدير الوحدات ويستفهم عن الموضوع منه.
تنظيم الانقطاع
في ظل ما سبق ذكره يبقى المواطن من دون مياه ليقع ضحية تقاذف المسؤوليات وغياب التنسيق، ولاسيما أنه من المفروض بديهياً أن يكون هناك تنظيم لفترات الانقطاع والتوافق مع خطة المياه أثناء التوزيع.
وفي السياق ذاته، لم يغفل مدير وحدة مياه صحنايا المهندس وسام البارودي الصعوبات التي تواجه الوحدة، علماً أن الإشراف على الشبكة مستمر على مدار الـ 24 ساعة، مشيراً إلى المعاناة الموجودة في ظل انقطاع الكهرباء، ومتمنياً إلغاء التقنين أو تقليصه للحد الأدنى لمنطقة التنظيم في الفترة الصباحية والبلدة القديمة والقطاع الغربي خلال الفترة الليلية.
وأكد البارودي أنه تمت مخاطبة قسم كهرباء صحنايا ليكون الرد بأن الموضوع من صلاحية الشركة.
هبوط الضغط
وبيّن البارودي أن 99% من مصادر المياه في صحنايا والأشرفية هي مصادر خارجية من محطات العقدة الثامنة والربوة، وتخضع أيضاً للتقنين الكهربائي، وتتم الاستعانة بمجموعات التوليد لتأمينها، علماً أن الفترة الفاصلة بين انقطاع الكهرباء في المحطة وإقلاع المجموعات تؤدي إلى هبوط الضغط في شبكة المياه للبلدة وعودتها بعد فترة زمنية قصيرة.
علي حسون