تجربة جديدة للغزال واتحاد القوى يحاول استغلال الفرصة!
كلّ من يشاهد الحال التي وصلت إليها العلاقة بين بطلنا العالمي مجد الدين غزال واتحاد ألعاب القوى، يخيّل إليه أن تاريخهما كله انسجام وتوافق، وأن هذا الاتحاد بذل كل جهده لتوفير متطلبات النجاح للغزال، والحقيقة عكس ذلك تماماً. فاتحاد اللعبة وخاصة رئيسه تمرّسوا التشهير باللاعب الوحيد صاحب الإنجازات العالمية لبلدنا في السنوات الماضية، وحتى لا نعيد كلامنا، حاول اتحاد أم الألعاب تغيير جلده واستغلال التجارب التمهيدية التي يقيمها الغزال قبل عودته للمشاركات الدولية، وطبعاً يوجد سبب مهمّ لهذه المحاولة، وهو الاهتمام الكبير والمباشر من المكتب التنفيذي ورئيسه بشكل خاص، الذي ومنذ استلامه شدّد على العناية بالأبطال ووعد بتقديم كل التسهيلات، وتحديداً لمجد الذي يتوقع منه تحقيق هدفه وحلم السوريين في التتويج بالمعدن النفيس في أولمبياد طوكيو العام القادم. ومهما حاول اتحاد اللعبة تجميل صورته والهروب من شبح التعديلات والتشكيلات الجديدة للاتحادات بشكل عام، سيجد نفسه عارياً تماماً بغياب مجد إذا ما اعتزل العام القادم أو لا سمح الله أُصيب ولم يتمكن من متابعة مسيرته، فلا بطل بديلاً ولا كوادر تعدّ بالشكل المطلوب لتكون رافداً مستقبلياً.
بطلنا مجد غزال سيقوم مساء اليوم بثاني تجاربه على ملعب تشرين في العاصمة دمشق بعد معسكر تمهيدي في مدينة الأسد الرياضية في اللاذقية دام شهراً تقريباً، واستطاع الغزال تحقيق ارتفاع قدره 2.26 م في التجربة الأولى، علماً أن أعلى قفزاته للموسم المنصرم قبل توقف النشاط وانتشار فيروس كورونا بلغ 2.31 م، وحققها في بطولة آسيا ليحصد ذهبية المسابقة، أما أفضل ارتفاع حقّقه في مسيرته فكان 2,36م، سجّله في ملتقى بكين عام 2016، وإذا استطاع تكرار هذا الرقم في الأولمبياد سيضمن بالتأكيد الصعود إلى منصة التتويج، حيث سيبدأ بطلنا نهاية هذا الشهر مشاركاته الخارجية بلقاء براتسلافا ثم أوسترافا وروما والدوحة.
وحتى يتمكّن بطلنا من متابعة استعداداته بشكل جيد وتصاعدي يراعي توقفه لعدة أشهر يجب أن تحسم مشكلته مع اتحاد أم الألعاب نهائياً، إما بتغييره والتأكيد على استمرارية الدعم النفسي واللوجستي والرعاية الكاملة من المكتب التنفيذي، أو إرغام الاتحاد الحالي للعبة على توفير مقتضيات المصلحة العامة.
ويبقى لنا التساؤل المهمّ: هل سيحاول اتحاد اللعبة الاستعراض ثانية بعد التجارب الثانية للاعب؟ أم سيكتفي بمحاولته الأولى بعد فضح موقفه وسوء تدبيره من قبل الإعلام؟ أم سيترقب نتيجة التجارب ومدى تحسّن أرقام الغزال ليعقب بعدها؟!.
سامر الخيّر