موسكو: برلين تستغل قضية نافالني لتشويه سمعة روسيا
نددت روسيا بقيام بعض الدول باستخدام قضية المعارض أليكسي نافالني في إطار حملة تضليل تهدف الى فرض عقوبات جديدة عليها، حيث انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف ألمانيا تجاه مطالب موسكو المشروعة بشأن قضية نافالني مؤكداً أنه غير مقبول، وقال خلال مؤتمر صحفي بالتزامن مع استدعاء السفير الألماني لدى موسكو إلى وزارة الخارجية: “إن روسيا لديها العديد من الأسئلة والاستفسارات للزملاء الألمان فيما يتعلق بالموقف غير الملائم تجاه الاستفسارات الرسمية التي تم إرسالها إلى برلين ومن بينها التحقيق الرسمي من مكتب المدعي العام لتقديم المساعدة القانونية وفقاً لاتفاق بين البلدين”.
وأشار إلى أن بلاده غير راضية عن ردة الفعل الألمانية حيال المطالب الروسية ذات الصلة ولا عن اللهجة “غير المقبولة” التي يتم من خلالها إبلاغ الموقف الألماني للمجتمع الدولي. وأوضح أن ألمانيا تجاهلت استفسارات روسيا لفترة طويلة وبالتالي كانت موسكو تحصل على رد “متعجرف”، لافتاً إلى أن برلين رفضت مشاركة المعلومات حول التحليل الكيميائي الذي أجراه علماء السموم الألمان.
في سياق متصل قالت الخارجية الروسية في بيان رداً على بيان مجموعة السبع بخصوص قضية نافالني: إن حملة التضليل الجارية هي الدليل الواضح على أن الذين يقفون وراءها لا تهمهم صحة نافالني وإنما يسعون الى التعبئة من أجل فرض عقوبات جديدة على روسيا، وأوضح البيان أن روسيا تسعى بقوة للحصول من الجانب الألماني على بيانات الفحص الطبي لنافالني بما في ذلك المعلومات حول نتائج الفحوصات الكيميائية الحيوية وفقا للطلب الرسمي لمكتب المدعي العام الروسي للحصول على المساعدة القانونية المؤرخ في الـ 27 من آب الماضي، وأشارت الوزارة إلى “تصاعد حالة من الهستيريا” حول قضية نافالني، مؤكدة أن “الأطباء الروس يقترحون إقامة حوار وثيق مع زملائهم الألمان بغية دراسة المعطيات المتوفرة لدى البلدين عن صحة نافالني، غير أن الجانب الألماني يعرقل هذه المساعي”.
وحملت موسكو، اليوم الأربعاء، الحكومة الألمانية المسؤولية عن استغلال قضية نافالني بغية تحقيق أهداف سياسية، وأكدت الخارجية الروسية في بيان ثانٍ أنها أعربت للسفير الألماني لدى موسكو، غيزا أندرياس فون غاير، عن “احتجاجها الحازم على إطلاق الحكومة الفدرالية الألمانية اتهامات باطلة وإنذارات نهائية بحق روسيا” بشأن قضية نافالني، مضيفة أن “برلين تستغل هذه القضية بكل وضوح كذريعة لتشويه سمعة روسيا على الصعيد الدولي”.
ووصفت الخارجية الروسية الوضع حول قضية نافالني بأنه “حالة من الهستيريا”، مطالبة ألمانيا مجدداً بالتجاوب بشكل مفصل مع الطلب الرسمي الذي قدمته النيابة العامة الروسية في 27 آب الماضي، بما يشمل تسليم المواد البيولوجية ونتائج الفحوص والعينات، كي يدرسها الخبراء الروس على نحو متكامل.
وأشارت الوزارة إلى أنها أكدت للسفير الألماني على أن رفض برلين تسليم المواد المذكورة سيعد “تقاعساً من قبل الحكومة الفدرالية الألمانية عن تحديد الحقيقة ضمن إطار تحقيق موضوعي”، مضيفة أن خطوات برلين السابقة والمستقبلية بشأن قضية نافالني ستعد في هذه الحالة “استفزازاً عدائياً صارخاً ضد روسيا تهدد بعواقب في العلاقات بين الدولتين وبتعقيد خطير في الأوضاع الدولية”.
وحذرت الخارجية الروسية من أن الحكومة الألمانية وحلفاءها في الناتو والاتحاد الأوروبي هم الذين سيتحملون المسؤولية الكاملة عن عواقب هذه السياسات.
وتدهورت صحة الناشط والمدون الروسي، أليكسي نافالني، في 20 آب الماضي عندما كان على متن طائرة ركاب متوجهة من مدينة تومسك في شمال شرقي روسيا إلى العاصمة موسكو.
وهبطت الطائرة بشكل اضطراري في مدينة أومسك، وتم نقل المدون إلى مستشفى محلي في حالة غيبوبة.
ونفى الأطباء في أومسك العثور على آثار مواد سامة في جسم نافالني.
وفي 22 آب سمح الأطباء الروس بنقل نافالني إلى ألمانيا لمواصلة العلاج هناك بناء على طلب عائلته، وبعد يومين زعم الأطباء في مستشفى “شاريتيه” ببرلين العثور على أدلة تثبت أنه تعرض للتسمم.
وذكرت الحكومة الألمانية لاحقا أن الفحوص كشفت عن أدلة تثبت أن نافالني تسمم بمادة كيميائية من نوع “نوفيتشوك”.
من جانبه، أعلن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، بأن بلاده اعترضت مكالمة هاتفية بين سلطات ألمانيا وبولندا تؤكد أن قضية “تسميم” نافالني مفبركة.