تنديد فلسطيني باتفاق التطبيع: يعكس الوصاية الأمريكية على النظام البحريني
نددت الفصائل الفلسطينية بإعلان الرئيس الأمريكي عن التوصل لاتفاق تطبيع العلاقات بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والنظام البحريني، مؤكدة ان هذا القرار يؤكد من جديد ارتهان مشيخات الخليج للقرار الأمريكي وعدم امتلاكها أي قدرة على رفضه، فيما أكدت جمعية الوفاق البحرينية المعارضة أن “موقف النظام البحريني من التطبيع مع العدو الصهيوني هو موقف من طرفين لا شرعية لهما في ذلك”، وأشارت إلى أنه “لا النظام البحريني يملك شرعية لعقد اتفاق مع الصهاينة، والكيان الغاصب هو كيان غير شرعي”.
واعتبرت جمعية الوفاق في بيان لها عقب إعلان انضمام البحرين إلى الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي، أن “الاتفاق بين النظام الاستبدادي في البحرين وحكومة الاحتلال خيانة عظمى للإسلام وللعروبة وخروج عن الإجماع الإسلامي والعربي والوطني”، كما شددت على أن “شعب البحرين بكل أطيافه ومكوناته الدينية والسياسية والفكرية والمجتمعية مجمعٌ على التمسك بفلسطين ويرفض الكيان الإسرائيلي برمّته ويقف مع فلسطين حتى تحرير آخر حبة من ترابٍ منها”.
وجاء في بيان “الوفاق”: إن “التطبيع مع “إسرائيل” هو تضاد صارخ مع إرادة شعب البحرين وانقلاب على عقيدته المبدئية في رفض احتلال فلسطين وانسجام تام مع الإرهاب الصهيوني واعتراف له بحق قتل وتعذيب وتهجير أخوة الدين وأبناء العروبة وشركاء الإنسانية”.
فلسطينياً، قال مسؤول مكتب الإعلام في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، إن الاتفاق يعكس الوصاية الأميركية على المنامة. وأضاف: إن “ملك البحرين وحكومتها يتصرفان بتعليمات وأوامر أميركية”، مشيراً إلى أن “الاتفاق سقوط سياسي جديد ومتوقع بعد أن باتت جامعة الدول العربية راعية للخروج عن الإجماع العربي”.
بدوره عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية، طلال أبو ظريفة، قال: إن هذا الاتفاق “يشكل طعنة جديدة في ظهر شعبنا وحقوقه الوطنية، وهو وانتهاك سافر لقرارات القمم العربية والمبادرة العربية”، وأضاف: إن الاتفاق “نتاج للموقف السلبي لوزراء الخارجية العرب الذي رفض مشروع قرار إدانة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وبالتالي فتح الطريق أمام البحرين لتحذو حذو الإمارات”، مشدداً على أن “خيانة المبادئ والقيم العربية لن تشكل سوى حافز للنضال الفلسطيني للمضي قدماً حتى العودة والحرية والاستقلال وهذا يتطلب سرعة تنفيذ قرارات اجتماع الأمناء العامين”.
وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بدورها، إن “الاتفاق البحريني الإسرائيلي خيانة للقضية الفلسطينية، والذي جاء بعد أيام من إسقاط المشروع الفلسطيني في الجامعة العربية”، مشيرة إلى أن “الأمر لم يكن مستغرباً وخاصة أن البحرين هي حاضنة الشق الاقتصادي من صفقة ترامب – نتنياهو”، وأوضحت أنه “لذلك الرهان على استعادة الوحدة الداخلية وإطلاق يد المقاومة بكافة أشكالها وتعليق الاعتراف بـ “إسرائيل” وإلغاء اتفاق أوسلو ووقف العمل ببروتوكول باريس الاقتصادي، وبناء شبكة علاقات وتطويرها مع الأحزاب والقوى العربية في المنطقة لمحاصرة التطبيع والتحالفات العربية مع “إسرائيل””.
وأدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين توصّل حكّام البحرين لعقد ما يُسمى اتفاق “سلام” مع دولة الكيان الصهيوني، ورأت أن “تساقط الحكّام العرب اتباع أميركا وعبيدها بالتفريط بالحقوق العربية والقضية الفلسطينية لن يضمن لهم مصالحهم وحماية عروشهم كما يتوهّمون، فالتاريخ قال كلمته مع كل من خان شعبه وأمته”، مشددة على أن “استسهال التفريط والخيانة من قِبل بعض الحكّام العرب يستدعي من قوى حركة التحرّر العربية القيام بدورها في التصدي لهذا التسابق على الخيانة المتلاحقة”.
واعتبرت لجان المقاومة أن “الإعلان الثلاثي الصهيو-أميركي-البحريني، خيانة وانحدار جديد لعرب الخنوع والمهادنة”، لافتة إلى أنه “لابد للأمة أن تنتفض في وجه هؤلاء الذين يبيعون دماء الشهداء و تاريخ الأمة”، وأضافت: إنه “على منظمة التحرير الانسحاب الفوري من الجامعة العربية”.
وفي تصريح صادر عن الدكتور سالم عطالله، نائب الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية، دان بشدة الاتفاق المعلن بين حكومة البحرين والكيان الصهيوني على تطبيع العلاقات، معتبراً إياه “طعنة جديدة من ذلك النظام لجسد الأمة تم تنسيقها مع حكومة أبوظبي”، وأشار إلى أن “تطبيع الأنظمة الوظيفية العربية يوضح الدور الحقيقي الذي نشأت عليه تلك الأنظمة بعد نكبة فلسطين وإنشاء النظام العالمي الجديد”، لافتاً إلى أن “الدور البحريني يتكامل مع الدور الاماراتي الخبيث في جسد الأمة”.
وشدد عطالله على أن “تسابق الأنظمة الخيانية العربية على التطبيع هو خدمة مجانية وحاجة انتخابية يقضونها لترامب ونتنياهو، لن تجلب لهم إلا مزيداً من الويل والعار”، موضحاً أنه “بعد سقوط الأقنعة عن تلك الأنظمة التطبيعية والمعادية لإرادة الأمة فإن الدور يزداد على عاتق جماهير أمتنا العربية والإسلامية لنبذ الخائنين من بين صفوفها”.
حركة الأحرار من جهتها، أعلنت أنها لم تفاجأ من توقيت الإعلان المتوقع عن اتفاق تطبيع ثاني خِلال هذا الشهر بين نظام مملكة البحرين والعدو الصهيوني، “والذي يُمثل مجرد شو إعلامي الهدف منه خدمة ترامب – نتنياهو وتعزيز مكانتهم الداخلية المهزوزة”.
واعتبرت الحركة في بيان، أن “هذا الإعلان فقط يُسقِط ورقة التوت عن عورة جديدة من عورات هذا النظام البائد, والكل يعلم حقيقة العلاقات والولاءات الممتدة على مدى العقود الماضية لهذه الأنظمة العميلة التي لا تعدو كونها أدوات رخيصة بيد الإدارة الأميركية والعدو الصهيوني”.
وأعلن البيت الأبيض أنه تم التوصل لاتفاق التطبيع بين “إسرائيل” و النظام البحريني، خلال مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وملك النظام البحريني حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، فيما أفادت وسائل إعلام صهيونية بأن ولي عهد النظام البحريني سلمان بن حمد آل خليفة، من المتوقع أن يصل إلى الولايات المتحدة يوم الإثنين والإعلان عن تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.
وأعلن الرئيس الأميركي، أمس الخميس، أن دولاً أخرى غير الإمارات “قد تنضم إلى الاتفاق مع إسرائيل”.
يذكر أن حفل توقيع اتفاق التطبيع بين “إسرائيل” والإمارات سيجري في البيت الأبيض يوم الثلاثاء القادم.