الصفحة الاولىصحيفة البعث

بحرينيون ضد التطبيع: قرار نظام خليفة لا يمثلنا

“أنا بحريني وأرفض التطبيع”، هكذا رد الشعب البحريني على قرار النظام تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، فيما قال النائب عن كتلة “الوفاق البرلمانية البحرينية المعارضة” المستقيلة، علي الأسود، إن سلطة البحرين تتخذ قراراتها منفردة، وأضاف أن “السلطات في البحرين تنقلب على المبادئ بعيداً عن موقف شعبها”، معتبراً أن ما يجري هو “تاريخ أسود في بلادنا”.

وتابع، أن “سلطات البحرين لن تجني أي فائدة من هذه الخطوة، وهي تواجه غالبية الشعب”، وشدد: “موقفنا مبدئي بشأن حق الفلسطينيين في تحرير كامل أراضيهم من الاحتلال”.

من جهتها، نددت الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني بالاتفاق البحريني مع الكيان الإسرائيلي، وقالت في بيان إن “الاتفاق خطوة في اتجاه السباق المحموم الذي تشهده المنطقة العربية، والذي يفرط بالثوابت الرئيسية للأمة والموقف المبدئي من القضية المركزية”، وأضاف البيان أن “هذه الخطوة لا تمثل انعكاساً للموقف الشعبي البحريني الداعم للشعب الفلسطيني الذي يشاركه النضال من أجل تحرير فلسطين”.

وأكدت الجمعية البحرينية أن “هذا الموقف تتحمل المسؤولية عنه الحكومة من دون الشعب البحريني”.

كما أطلق البحرينيون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة ضخمة وغاضبة ضد القرار، لتتصدر وسوم “بحرينيون ضد التطبيع و”التطبيع خيانة” المواضيع الأكثر تداولاً.

وكتب الكاتب قاسم حسين قائلاً إن: “أغلبية شعب البحرين يقفون مع شعب فلسطين ويرفضون التطبيع”، مضيفاً أن “الرأي في قضية التطبيع يعود لشعب فلسطين وحده”.

وعبر وسم “خليجيون ضد التطبيع”، قال خليل بو هزاع: إن “أشقاءنا في فلسطين والوطن العربي، نحن براء من أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وسنظل داعمين للقضية الفلسطينية”.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة، التوصل لاتفاق التطبيع بين البحرين والكيان الصهيوني خلال مكالمة هاتفية جمعته بملك النظام البحريني ورئيس الوزراء “الإسرائيلي”.

وأعاد المغردون البحرينيون نشر صورة التقطت عام 1948، تظهر جنوداً بحرينيين يحملون لافتةً كتب عليها “نحن البحرينيين نفدي فلسطين والعرب وكل بلاد المسلمين”.

وملأت تعليقات البحرينيين على الاتفاق منصة “تويتر”، ومنها “هذا شعب البحرين وسيظل شعبها مستعداً للنضال وتحرير فلسطين”، ووصفت قرار التطبيع بأنه “إهانة لكل بحريني”.

وإضافة إلى الوسم المذكور سابقاً، انطلق وسم آخر هو “التطبيع خيانة”، حيث غرّد عبد الله المنصور بالقول: “تكسو وجوه الشعب البحريني ملامح تشبه ملامح نكسة 67. مصدوم في مثله العليا لكنه يصرخ غضباً وعزةً وعروبةً.

أما الإعلامية وفا العم فسألت: “كيف سأضع عيني في عيون أصدقائي الفلسطينيين؟ أنا بحرينية “ضد التطبيع” والحق الفلسطيني هو حقي كعربية. قراركم لا يمثلني. لا يوجد لدي برلمان حقيقي ولا مؤسسات تعبّر عني، ولا أستطيع التظاهر رفضاً، وكل ما أملكه كلمات تبعثر غضبي في الهواء”.

وتأتي ردود البحرينيين في سياق رفض شعبي لهرولة مشايخ الخليج إلى التطبيع التي بدأت مؤخراً مع الإمارات قبل أن تلحق بها البحرين الجمعة.

إلى ذلك، اعتبر حزب الله في بيان له، أمس السبت، أن خطوة نظام البحرين في تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، والتي سيتم التوقيع عليها الثلاثاء المقبل في واشنطن، أنها تأتي في سياق “انتقال الأنظمة العميلة من علاقاتها السرية مع العدو إلى العلنية”، وقال البيان: إن “كل المبررات التي يسوّقها هؤلاء الحكام المتسلّطون لا يمكن أن تبرر هذه الخيانة العظمى”، مضيفاً أن “كل مبررات هؤلاء الحكام لا يمكن أن تبرر الطعنة المؤلمة للشعب الفلسطيني، وقضايا الأمة العادلة”.

ورأى أن “الرد هو من قبل الشعوب الحرة، وفصائل المقاومة الفلسطينية، وسائر حركات المقاومة في المنطقة”، وأكد أن “المقاومة متمسكة بتحرير أرض فلسطين كاملةً، وترفض كل أشكال التطبيع، والتعاون مع الكيان الغاصب”.

ونظم عدد من مخاتير دير البلح وسط قطاع غزة وقفة احتجاجية ضد اتفاق تطبيع البحرين مع “إسرائيل”. وأحرق المحتجون صور ملك البحرين، مؤكدين أن اتفاق التطبيع هو خيانة وتفريط بالمقدسات، لكنه لن يؤثر على إرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني في المضي نحو طريق التحرير.

وتنديداً بإسقاطها مشروع القرار الفلسطيني ضد التطبيع، نظم عدد من النشطاء جنازة رمزية لما يسمى “جامعة الدول العربية” في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية.

كذلك شارك العشرات من كوادر وأنصار الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مسيرة جماهيرية رمزية اتجهت صوب مقر الأمم المتحدة “الإنسكو” غرب مدينة غزة، وسط هتافات وشعارات رافضة ومنددة باتفاق الشراكة الإسرائيلي البحريني الأميركي.

وأوضح مسؤول الجبهة الديمقراطية بمحافظة غرب غزة نبيل عطا الله في وقفة جماهيرية، “أن الإعلان عن اتفاق الشراكة والتحالف البحريني الإسرائيلي جاء بعد تخلي منظومة الدول العربية في اجتماع وزراء خارجيتها العرب عن واجبها القومي وخطها الوطني نحو سياسة الانجرار وراء التحالف الأميركي الإسرائيلي”، وشدد على أن اتفاق الشراكة البحريني، الذي يأتي بعد دولة الإمارات، تسعى الإدارة الأميركية والاحتلال من وراءه لخلق اصطفاف إقليمي لشطب القضية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وفرض الحصار على الشعوب العربية وقواها التقدمية والديمقراطية والوطنية والعبث بأمن المنطقة العربية ومقدراتها ومصالح شعوبها.

ووصفت فصائل المقاومة الفلسطينية اتفاق التطبيع بين البحرين و”إسرائيل”، بـ”الخيانة العظمى” وبـ”الطعنة الغادرة” لتضحيات الشعب الفلسطيني وشهدائه.

وفي مؤتمر “إدانة لاتفاق التطبيع”، شددت الفصائل الفلسطينية على أن الاتفاق لا يعبر عن إرادة شعوب الأمة، وأنه يتطلب تحركاً شعبياً وعربياً واسعاً لنبذ التطبيع والمطبعين، وتوحيد كل الجهود لنصرة القضية الفلسطينية.