إنطلاق الكفاح الشعبي لإنجاز الاستقلال الوطني الفلسطيني
ردّاً على التطبيع العلني والمتتالي لنظامي الإمارات والبحرين وعلى التمادي الصهيوأميركي، أصدرت “القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية” بيانها الأول الذي أعلنت فيه انطلاقة مسيرة كفاحية شعبية شاملة لن تنتهي إلا بإنجاز الاستقلال الوطني لدولة فلسطين والقدس عاصمتها، وذلك بالاعتماد على قرارات مؤتمر الأمناء العامين لفصائل العمل الوطني.
ودعا البيان إلى استلهام فعاليات المقاومة الشعبية من انتفاضات شعبنا منذ عشرينيات القرن الماضي حاثّاً الشعب الفلسطيني العظيم وشعوبنا العربية وأحرار العالم للاصطفاف مع فلسطين طليعة الناهضين وسيوفها موجهة نحو عدونا المركزي الجاثم على أراضي دولتنا وقدسنا لإحياء الجبهة العربية المساندة لنضالنا المشروع ضد الاحتلال و”صفقة القرن” والتطبيع العربي ولإسقاط اتفاقات العار والخيانة التي أبرمها حكام الإمارات والبحرين ليواجهوا مصير من خانوا وتواطؤوا في أربعينيات القرن الماضي وإغلاق بوابة الانهيار المخزي لهذه الأنظمة ومن يواليها ويساندها أمام دولة الاحتلال.
وتعهدت “القيادة الوطنية الموحدة” بأنها لن تسمح لأي كان أن يتلاعب بوحدة شعبنا ويتجاوز ثوابتنا ويهشّم ما اجتمعنا عليه وبأن الكفاح لن ينتهي إلا بإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة والقدس المحتلة عاصمتها وحل مشكلة اللاجئين وفق الشرائع الدولية بعودتهم إلى ديارهم.
وبناءً على عدد من المحددات للفعل الشعبي الكفاحي في الوطن والشتات دعا البيان إلى اعتبار يوم 15 أيلول يوم رفض شعبي انتفاضي في الوطن تُرفع فيه راية فلسطين في المدن والقرى والمخيمات تعبيراً عن الرفض الحاسم لرفع علم الاحتلال والقتل والعنصرية على سارية الذل في أبو ظبي والمنامة.
كما دعا المحررين وأسر شهدائنا الأبطال وعائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم قي مقابر الاحتلال الرقمية لتنظيم وقفات استنكار لاتفاق العار.
وتوجهت إلى الشعب الفلسطيني بالدعوة لنبذ كل الخلافات وتجميد كل الأجندات والالتفاف والمشاركة في هذا الكفاح الشعبي التحرري ولا صوت يعلو فوق صوت المقاومة.
إلى ذلك تواصلت ردود الأفعال الغاضبة والرافضة لاتفاق التطبيع، حيث أدان جيش التحرير الفلسطيني تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال في بيان جاء فيه: “إنَّ إقامة سلام مع الكيان الصّهيونـيِّ دون عودةِ الـحقوقِ العربيَّةِ الـمغتصَـبـةِ في الـجولانِ العربـيِّ السُّوريِّ الـمحتلِّ وفي فلسطيـنَ السَّليبةِ هي خيانةٌ لقيمِ ومبادئ الـحقِّ والعدل ولدماءِ الشُّهداءِ الذينَ ضَـحُّوا خلالَ عقودٍ طويلةِ لتبقى القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ حيَّةً وهي طعنةٌ لشعبنِا العربـيِّ الفلسطينـيِّ الرّازحِ تـحتَ نِـيْـرِ الاحتلالِ أو الـمُـهَـجَّـرِ الـمُـشَتَّتِ في أصقاعِ الأرضِ نتيجةَ الإرهابِ الصّهيونـيِّ الذي يـجدُ في التَّطبيعِ ومعاهداتِ السَّلامِ تشجيعاً لهُ على ارتكابِ الـمزيدِ من الـمَجازرِ مع الإشارةِ إلى أنَّ مؤشِّراتِ التَّطبيعِ الاقتصاديِّ ظَهرَتْ أُولـى بوادرِها في مؤتـمـرِ الـمَنامةِ التَّطبيعيِّ قبلَ عام” داعياً الفلسطينيين للوقوفِ صفَّـاً واحداً في مواجهةِ مـحاولاتِ تصفيةِ القضيَّة الفلسطينيَّةِ العادلةِ.
كما اعتبر الناطق باسم لجان المقاومة محمد البريم “أبو مجاهد” أنّ المطبعين يتآمرون على الفلسطينيين والعرب والمرحلة الآن هي بين الحق والباطل مبرزاً أنّ الدول التي طبّعت لا تمثل شعوبها كما في البحرين الذي لا يمثّل شعبها نظامه المنكسر ومطالباً السلطة الفلسطينيّة بالانسحاب فوراً مما يسمّى “جامعة الدول العربيّة”.
وشدّد البريم على أنّ “هناك سقوطاً أخلاقياً مدوّياً من قبل الأنظمة التطبيعيّة” متوجهاً إليهم بالقول: “إسرائيل لن تحمي عروشكم أبداً”.
بدوره أصدر ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية بياناً استنكر فيه التطبيع مع “إسرائيل” وجاء فيه: “إنّ البيان الثلاثي البحريني الأميركي الإسرائيلي صدر معلناً عقد اتفاقية تطبيع علاقات كاملة بين دولة البحرين والعدوّ الصهيوني” لافتاً إلى أن هذا الإعلان جاء بعد أن تخلت “الدول العربية” في اجتماع وزراء خارجيتها الأخير عن واجبها القومي وانتقلت إلى صف التحالف الأميركي الصهيوني.
وفي الجزائر استنكرت حركة الإصلاح الوطني في بيان لها قرار التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب مشيرةً إلى أن الموقف البحريني ‘مؤشر خطير على تسارع تنفيذ أجندة التطبيع من طرف بعض الأنظمة العربية ما سيؤثر سلباً على القضية في هذا التوقيت الذي يضاعف فيه الاحتلال الصهيوني اعتداءاته على غزة وعموم فلسطين كما جدد الحزب التزامه بالمواقف الرسمية الدائمة للدولة الجزائرية من فلسطين.
وفي تونس أكّدت نقابة الصحافيين التونسيين أن التطبيع مع “إسرائيل” ليس قراراً سيادياً بل هو ضرب للإجماع العربي مشيرةً إلى وجوب إسناد الشعوب العربية وتعزيز مركزيتها التي تعدّ قضية فلسطين قضيتها الجوهرية.
وأشارت النقابة إلى أن لقاءات “صفقة القرن” في المنامة العام الماضي كانت خطوة إعدادية لموجةٍ ثانيةٍ من التطبيع مع “إسرائيل” تضمن على نحوٍ نهائيٍ أمنها وسلامة مستوطنيها وتلغي حقّ المقاومة وإقامة الدولة الفلسطينية وتصادر حق العودة.
في سياق متصل اعتبر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أن تطبيع الدول العربية مع الصهاينة هدية انتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب على حساب الدم الفلسطيني ولاسيما بعد فشل الولايات المتحدة في بعض سياساتها الداخلية وتراجع ترامب أمام منافسه الديمقراطي ما جعله يسعى لتحقيق إنجاز زائف في السياسة الخارجية من خلال الضغط على الدول العربية الضعيفة في المنطقة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
في الأثناء تستمر الحملات الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الإعلان البحريني حول السلام مع الاحتلال وتحت هاشتاغ “تطبيع البحرين خيانة” و”بحرينيون ضد التطبيع” وغيرها غرّد وكتب الناشطون بعبارات تدين الخطوة البحرينية معتبرين إنها خيانة وعار وطعنة للقضية الفلسطينية ومؤكدين أن “لا سلام مع الإرهاب” ومتسائلين حول من هي الدولة التي ستلحق الإمارات والبحرين في خطوتهما مع “إسرائيل” وذلك بالتزامن مع تظاهرات البحرينيين ضد قرار سلطة بلادهم التي رفع المتظاهرون خلالها لافتات تعتبر التطبيع خيانة وجريمة وردّدوا هتافات داعمة للقضية الفلسطينية ومنددة بالولايات المتحدة و”إسرائيل”.