نقص الكوادر.. معضلة وحلول!!
لم يكن تأجيل المؤتمر الانتخابي لإدارة نادي الجزيرة حتى إشعار آخر مفاجئاً، نظراً للمقدمات التي سبقته وأعطت الانطباع بصعوبة اختيار من يقود النادي في المرحلة المقبلة لأسباب جوهرية لا تخصّ النادي فقط، بل تتعداه لتكون مشكلة عامة لرياضتنا وفي مختلف المفاصل.
نقص الكوادر المؤهلة قضية باتت تؤرق القائمين على رياضتنا وتجعل إمكانية التغيير أصعب بكثير مما كان سابقاً، في ضوء محدودية الخيارات التي جُرّب كثيرٌ منها ولم ينجح، وعدم توفر الشروط في باقي الكوادر، وبالتالي دخول مجازفة بمن لا يمتلك المقومات اللازمة.
ما جرى في نادي الجزيرة ينطبق حقيقة على الكثير من الأندية واتحادات الألعاب واللجان التنفيذية، فالأسماء التي يمكن أن تبدو مرشحة لقيادة هذه المفاصل هي ذاتها لم تتغيّر منذ سنوات، وأي محاولة لاستكشاف أسماء جديدة سيعني الوقوع في مطب قلة الخبرة أو مخالفة الشروط.
وبعيداً عن الأسباب المزمنة التي أدّت لنقص الكوادر المؤهلة، وأبرزها مفرزات الأزمة والعقلية التي كانت سائدة، فإن الحلول لهذه المعضلة لا تبدو سهلة ولايمكن لمس نتائجها سريعاً، بل نحتاج للبدء بها منذ اليوم حتى نصل إلى خيارات عديدة في الدورة الرياضية المقبلة على الأقل. فالاعتماد على الوجوه الشابة أمر لابد منه، وربما كانت الشروط الانتخابية التي فرضت وجودهم بنسب معينة في مختلف المفاصل بداية الطريق، وهذه الوجوه الجديدة التي تعمل في رياضتنا، (وحتى إن كانوا لايزالون لاعبين)، يجب أن تخضع لدورات نموذجية في التنظيم والإدارة تقام في مختلف المحافظات وتكون وفق درجات وتقييمات معينة لتعطي صورة واضحة عن مدى التطور الحاصل بعد هذه الدورات، كما أن الاستفادة من خريجي كلية التربية الرياضية أمر مطلوب وبشدة، كون العمل الرياضي يحتاج لنفس أكاديمي يؤسّس لإداري ناجح في المستقبل.
المرحلة الرياضية الجديدة التي ننتظرها سيكون من الصعب الانطلاق بها إذا لم نشهد تغييراً في أسماء من يشغلون أماكن مهمّة في مفاصل العمل المختلفة، وربما يكون نقص الكوادر عذراً مؤقتاً لكنه لن يكون مقبولاً في الفترة المقبلة التي تتطلّب التجديد في الأشخاص والعقلية بآن معاً.
مؤيد البش