طفرة اقتصادية مشبوهة..!
حسن النابلسي
أيها الباذخون في سبيل إرضاء غروركم الزائف، وتعزيز بريستيجكم الأجوف.. احترموا فقر الفقراء..!
لن نناقش شرعية وقانونية ما بحوزتكم من أموال بعد أن أضحت أمراً واقعاً.. لكن استفزازاتكم للشارع تجاوزت كل الحدود..!
ولن نناقش أيضاً مدى أحقيتكم بصرف ثرواتكم هنا وهناك بعيداً عن القنوات الاستثمارية، من منطلق أنكم أصحابها.. إلا أن أدبيات المجتمع وأصوله تحتم عليكم الالتزام بعدم التباهي بحفلاتكم العامرة سواء في صالات الفنادق الملكية، أم في فضاء مزارعكم الفارهة..!
ولن نناقش كذلك ما يتوجب عليكم من مسؤوليات اجتماعية تجاه من يفترض بأنهم أهلكم وناسكم، كون هذا الأمر مرتبطاً بالضرورة بالشعور بالغير.. غير أن التباهي بإسرافكم يستوجب نقطة نظام..!
لكن اسمحوا لنا أن نضعكم بصورة ما تتجاهلونه أو أنكم بالفعل تجهلونه.. إن ما يصدر عنكم من مظاهر زائفة تعكس ترفكم عبر منصات التواصل وصفحات الفيس بوك التابعة لكم، بالتوازي مع ما تروجه بعض الأبواق الإعلامية المأجورة لصالحكم، من أنكم أصحاب رؤى ومبادرات اقتصادية وإنسانية واجتماعية، لا تمت لكم بصلة.. ولّد لدى الشارع السوري – إلى جانب حالة الاستفزاز الموما إليها آنفاً – القناعة بأنكم لستم سوى “مارقين”.. فأنتم بالنهاية طفرة اقتصادية مشبوهة، فمهما حاولتم إقناع الآخر بذاتكم وإنجازاتكم المشوهة، فلن تستطيعوا دمغ بصماتكم في سِفر تاريخ الاقتصاد السوري..!
أنتم جزء مما يمر به الاقتصاد السوري من أزمة خانقة، وربما لا نبالغ بالقول أنكم أججتم لهيبها، من خلال متاجرتكم بقوت البلاد والعباد.. فالتهريب نهجكم، والمضاربة بسعر صرف الليرة مقصدكم، وفتح باب الاستيراد على مصراعيه غايتكم، والتصدير غير وارد في قاموس كاركم، والمشاريع الريعية الاستهلاكية أبرز إنجازاتكم..!
يبقى التعويل أخيراً على من كَدّ ولا يزال، لينجز وأنجز، من مشاريع اقتصادية تنموية بمنأى عن أساليبكم الملتوية.. فالأمل معقود عليهم لجهة الخلاص مما ينتاب الاقتصاد السوري من آفات أياديكم ليست بريئة منها.. فقطاع الأعمال السوري لم يخلُ، ونعتقد أنه لن يخلو، من المتمسكين بقيم وأصول النشاط الاقتصادي التنموي بشقيه الصناعي والتجاري، وما يترتب عليه من التزامات اجتماعية تنموية أيضاً، وليست استعراضية كتلك التي تدأبون عليها..!.
hasanla@yahoo.com