أول انخفاض استهلاكي للوقود الأحفوري في التاريخ المعاصر
من المتوقع انخفاض استهلاك الوقود الأحفوري لأول مرة في التاريخ المعاصر، بعد أن عززت السياسات المناخية الطاقة المتجددة، في الوقت الذي ستترك فيه جائحة فيروس كورونا تأثيراً دائماً في الطلب العالمي على الطاقة.
وتتوقع شركة بي بي للنفط والغاز انتعاش النشاط الاقتصادي العالمي بشكل جزئي فقط بعد الجائحة خلال السنوات القليلة المقبلة مع تخفيف القيود على السفر، ولكن بعض «التأثيرات الدائمة» مثل العمل من المنزل ستؤدي إلى إبطاء النمو في استهلاك الطاقة.
ومددت الشركة هذا العام توقعاتها إلى عام 2050 كي تتوافق مع استراتيجية الشركة لخفض انبعاثات الكربون من عملياتها إلى لا شيء تماماً بحلول منتصف القرن.
ويشمل ذلك ثلاثة سيناريوهات تفترض مستويات مختلفة من السياسات الحكومية التي تهدف إلى الوفاء باتفاقية باريس المناخية لعام 2015 للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض لأقل من درجتين مئويتين من مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وتتوقع الشركة بموجب السيناريو الأساسي أن يؤدي كوفيد-19 إلى خفض نحو ثلاثة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2025 ومليوني برميل يومياً بحلول عام 2050، في اثنين من السيناريوهات الجريئة سيعجل كوفيد-19 التباطؤ في استهلاك النفط مما أدى إلى بلوغه ذروته العام الماضي.
في السيناريو الثالث يبلغ الطلب على النفط ذروته في عام 2030 تقريباً. وعلى المدى الطويل من المتوقع تباطؤ الطلب على الفحم والنفط والغاز الطبيعي بشكل كبير. وقال إن التحول في الطاقة «سيكون حدثاً غير مسبوق، لم يحدث مطلقاً في التاريخ المعاصر أن تراجع الطلب على أي وقوع متداول من حيث القيمة المطلقة». وقال إنه في الوقت نفسه «يزيد نصيب الطاقة المتجددة بشكل أسرع من أي وقود عرف في التاريخ على الإطلاق».
وحتى مع توقع زيادة الطلب على الطاقة نتيجة النمو السكاني والاقتصادات الناشئة، فإن مصادر الطاقة ستتحول بشكل مثير إلى المصادر المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية. ومن المتوقع انخفاض حصة الوقود الأحفوري من 85 % من إجمالي الطلب على الطاقة الأولية في 2018 إلى ما بين 20 % و65 % بحلول 2050 في السيناريوهات الثلاثة، في الوقت نفسه من المتوقع نمو نصيب مصادر الطاقة المتجددة من 5 % في 2018 إلى ستين في المئة بحلول 2050.
(ترجمة وإعداد: عن صحيفة لوفيغارو)